الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا يستضيف الأزهر خالد الدخيل ؟؟


بداية أؤكد وأقر وأعترف أني أقدر وأحترم مؤسسة الأزهر وأرفض تماما أي هجوم عليها أو على أي رمز من رموزها.. وأقدر وأحترم شيخ الأزهر وجميع علمائه الأفاضل .. ولكن هذا لايعني أن نصمت عندما نرى خطأ أو تصرفا مرفوضا .. والنقد هنا لايعني الهجوم ولا عدم احترام الأزهر كقامة وقيمة ..

مؤخرا نظم الأزهر مؤتمرا بعنوان : " الحرية والمواطنة .. التنوع والتكامل " ولا اعتراض على ذلك، بل هو أمر محمود نسعى إليه جميعا عندما ننظم لقاءات ومؤتمرات تبحث عن الحلول لأزمة نعيشها الآن ونعاني منها بشكل كبير وهي محاولات إشعال الفتنة الطائفية في مصر .. إذن ما المشكلة ؟

المشكلة هنا أن يستضيف الأزهر في المؤتمر كاتبا يسمى خالد الدخيل .. وهو الكاتب السعودي الذي يهاجم مصر بشكل دائم في مقالاته المنشورة بجريدة الحياة اللندنية أو الشرق الأوسط السعودية والراي الكويتية وحتى في جرائد مصرية كالوفد التي تفتح له صفحاتها ليكتب فيها ما يشاء !

خالد الدخيل الذي استضافه الأزهر في مؤتمره خرج ليهاجم الأزهر بعدها في مقال عنوانه "بيان الأزهر: تقديم المحلي على الإقليمي" هاجم فيه الأزهر واعتبر أنه يحاول أن يعطي الفتنة الطائفية غطاء عربيا رغم أنها من وجهة نظره أمر مصري خالص بعيد عن العرب ..

يقول الدخيل في مقاله : "لماذا تجاهل بيان الأزهر حقيقة الواقع العربي واختار التركيز على جزئية متفرعة عنه؟ تكمن الإجابة في تقديم أزمة العلاقة بين الأقباط والمسلمين في مصر وكأنها أس الأزمة العربية، وهي ليست كذلك. والأرجح أن الدافع هنا هو اعتقاد أن تعويم مشكلة محلية على هذا النحو يخفف الضغط على الواقع المحلي المصري، ويوفر غطاء إقليميًا للدولة في تعاملها مع هذه الأزمة."

هكذا يرى الدخيل ما فعله الأزهر وهو في الحقيقة لا يهاجم الأزهر كمؤسسة دينية ولكنه يهاجم مصر التي طالما هاجمها في مقالات عديدة لمجرد أنه يرى ويعتقد أن مصر لا تستحق أن تتولى قيادة المنطقة العربية وأنها لاتمتلك مقومات القيادة وهو ما قاله بالنص في مقال بجريدة الحياة اللندنية بعنوان "وهم القيادة العربي".. قال فيه : "والمحزن في هذا المشهد العربي ليس أن مسلسل الانتكاسات لا جديد فيه وحسب، بل إن بعض الخلافات التي تساهم في هذه الانتكاسات تستند إلى أوهام وليس إلى حقائق ومصالح معتبرة. أحد هذه الأوهام يختزل في سؤال: مَن مِن الدول العربية لها حق قيادة العالم العربي؟ وهو سؤال تنشغل به النخبة الثقافية والسياسية في مصر أكثر من غيرها. يرى هؤلاء أنه لا مخرج للعالم العربي إلا بعد أن تستعيد القاهرة دورها في قيادة المنطقة كما كان عليه الأمر أيام الرئيس جمال عبدالناصر. أمنية كل عربي في هذه اللحظات الحرجة أن تتقدم مصر، أو أي دولة عربية أخرى، لتولي زمام القيادة. لكن هل هذا ممكن عمليًا؟" ..

ويستمر الدخيل في الإجابة عن سؤاله المغرض فيقول :" هناك شروط أخرى لا بد من توافرها في أي دولة تطمح لقيادة إقليمية، مثل القدرات السياسية والاقتصادية والعسكرية لتحمل آليات وتكاليف مثل هذه القيادة. وليست هناك دولة عربية، بما في ذلك مصر، تملك من الموارد والمؤسسات، والإمكانات التي يتطلبها هذا الدور. دونك الدور الأميركي في قيادة العالم الغربي وما ينخرط فيه من موارد بشرية وطبيعية ومؤسسات، ونشاطات سياسية وقانونية، وتحالفات، ومصالح ورؤى مشتركة، ومراكز أبحاث، وجامعات، ومصانع، واستثمارات عابرة للحدود، وموازنات فلكية، وقواعد عسكرية في مختلف القارات، وأساطيل تمخر البحار والمحيطات. هذا لا يعني أنه لا يمكن لمصر أو أي دولة عربية أن تمتلك ذلك مستقبلًا، لكن لهذا متطلبات ليست متوافرة حتى الآن."

ثم يقولها صريحة واضحة رافضا أن تكون مصر هي التي تقود المنطقة العربية ليس الآن فقط بل منذ عهد عبد الناصر فيقول : " منذ عبدالناصر وحتى الآن عايش العالم العربي خطابات مصرية أقل ما يقال فيها إنها تفتقد الاستمرارية والانسجام. خطاب ناصري قومي، وخطاب مصري نشط في عهد السادات، وخطاب مصري منكفئ في عهد حسني مبارك. والآن نحن أمام خطاب مصري مضطرب لم يستقر على حال، وليست له ملامح واضحة داخليًا وخارجيًا. يقول بالديموقراطية والانتماء لثورة 25 يناير، لكنه يتصرف بما يتناقض مع ذلك في سياساته الداخلية."

هذا هو الدخيل الذي يرى مصر في عهودها السابقة والحالية دولة غير مستقرة وحكامها غير أسوياء وسياسات مضطربة ..

مثال آخر على موقف الدخيل الذي استضافه الأزهر من مصر .. هو ما يكتبه عبر حسابه على تويتر مهاجما مصر ورئيسها لأنه ببساطة يعتبر أن ما حدث في مصر في 30 يونية انقلابا وليس ثورة شعبية جاءت برئيس جديد وعزلت سابقه .. فيقول مثلا : "استقرار مصر مصلحة استراتيجية سعوديًا وعربيًا، لكن الرئيس السيسي الذي جاء بانقلاب عسكري يصر على أنه ثورة كان ولا يزال مثار شك في التزامه السياسي".

وفي تغريدة أخرى يقول مهاجما السيسي : "لم أقتنع يومًا بأن السيسي يملك القدرة والحكمة لقيادة مصر بظروفها الصعبة في مرحلة حرجة عربيًا، حكمه حسب المصريين هو الأسوأ منذ وفاة عبدالناصر".

ألا يعتبر ذلك تدخلا في الشأن المصري وفي سياسة دولة ذات سيادة .. ألا يعتبر ذلك هجوما مباشرا على مصر ؟؟ ألا يعتبر ذلك ذما في النظام المصري ورفضا له واستهتارا واستهانة واستهزاء بثورة شعبية مصرية ؟؟ ألا يعتبر ذلك إهانة لرئيس مصر ورمز مصر ؟؟ وهل كان من الممكن أن تقبل السعودية ذلك لو صدر من مصر أمر مماثل يخص ملك السعودية الحالي أو السابق ؟

في النهاية لسنا هنا في موضع الرد على افتراءات توجهها أهواء شخصية ولكننا في معرض رفض استضافة الدخيل في مصر ومن جهة في حجم وثقل مشيخة الأزهر التي وجهت الدعوة لكاتب معارض ورافض لنظام الحكم في مصر وللرئيس المصري الذي يرى أنه جاء للحكم بانقلاب عسكري .. ومن المؤسف أن الدخيل يحضر المؤتمر ويشارك فيه ثم يعود ليكتب مهاجما مصر والأزهر نفسه الذي دعاه واعتبره ضيفا على أرض مصر!

سؤال في انتظار إجابة من مسئولي الأزهر الشريف .. لماذا وجهتم الدعوة لخالد الدخيل لحضور مؤتمر على أرض مصر رغم أنه ضد مصر قلبا وقالبا .. ؟؟ فهل نجد إجابة ؟؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط