الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأرض بتتكلم عربي.. والحكومة لأ!!!


اعتادت جدتي رحمها الله أن تقول كلمات ذات دلالات، بالتفكير فيها أستطيع أن استخلص منها معاني كثيرة، بعض الكلمات كنت لا أعي معناها، وما تخفيه من دلالات، وبمرور الوقت أيقنت المعنى العميق لتلك الكلمات البسيطة.

فمن ضمن أقوال جدتي رحمها الله "ما تعمليش أرز بلبن وتحطي عليه تراب"، ماكنتش فاهمة مضمون الجملة ديه بصراحة، يعني إيه؟ هو ممكن أعمل أرز بلبن وأحط عليه تراب؟

تلك الجملة تخفي بين طياتها معنى كبيرًا، وهو؛ ألا أتبع القيام بعمل جميل بفعل يمحو أثر هذا العمل.

أدركت معنى تلك المقولة في تتبعي لخطوات الحكومة الفترة السابقة، فالحكومة تقوم بالكثير والكثير من المجهودات، وتستهدف التنمية الاقتصادية على كافة المستويات، إلا أنها تأتي بعمل بسيط يؤثر بالسلب على توجهاتها.

فمن ضمن الخطوات الحكومية الرائعة هي المبادرات التي تستهدف تنمية الصعيد، وتشجيع الشباب على العمل الحر، وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع المنتج المحلي من خلال المعارض.

تلك الخطوات إن نمت فإنما تنم عن مجهودات وخطوات كبيرة في سبيلها للارتقاء بالاقتصاد المصري.

لكن تلك الخطوات الحكومية قد يؤثر سلبًا عليها بعض الأشياء البسيطة، المتمثلة في تسمية تلك التوجهات ذاتها، فنجد أن الكثير منها يتم إطلاقها بمسميات إنجليزية، ألم تدرِ الحكومة أنها تخاطب الشعب المصري؟ ولا تخطب ود الجهات التمويلية!

إطلاق المسميات المرتبط بتلك التوجهات في حد ذاته يمكن أن يفقدها الهدف.

فمن المفترض أن إطلاق اسم على مبادرة ما يكون من باب جذب انتباه الشعب، وجعله يلتف حول الهدف منها، فإذا ما أطلقت اسما غير مفهوم للكافة، فاعلم إنك ستفقد الهدف من تلك التوجهات.

فعلى الحكومة أن تأخذ في اعتبارها أن معدل الأمية بين سكان مصر (10 سنوات فأكثر) يصل إلى 29.8% من إجمالي سكان مصر وفقًا لبيانات عام 2016، في حين أن من يقرأ ويكتب فقط تصل نسبتهم إلى 12% من إجمالي سكان مصر، أما النسبة الأكبر من سكان مصر فينتمون إلى التعليم أقل من المتوسط والمتوسط وتصل نسبتهم إلى حوالي 46%، أما التعليم فوق المتوسط والجامعي فتصل نسبتهم إلى 11% من سكان مصر، والدراسات العليا وحملة الماجيستير والدكتوراه فتصل نسبتهم إلى 0.2% فقط.

فالحكومة حينما تطلق مبادراتها باللغة الإنجليزية، فإنها بذلك تتحدث إلى نسبة قد تقل عن 10% من سكان مصر، وتتجاهل لغة أكثر من 90% من إجمالي السكان، وهو ليس خطأ الحكومة الحالية وإنما تراكمات لأخطاء أعوام وأعوام سابقة.

خاطبوا الشعب بلغة يفهمها كي تصلوا إلى الأهداف المرجوة، وابتعدوا عن المسميات الأجنبية للمبادرات أو المعارض المحلية، فلغة "جوني"، قد لا تأتي بفائدة مع الشعب المصري "الكبير أوي".

وأعلموا أن لغة الأحاديث الجانبية لصفوة المجتمع مش حاتأكل عيش مع عامة الشعب.

لذا رجاءً "ما تعملوش أرز بلبن وتحطوا عليه تراب"، من أجل تحقيق التنمية المنشودة، وتكليل جهود الجميع بالنجاح.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط