الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تيار الإسلام السياسي .. "سياسي وليس إسلامي"


جلب علينا دعاة "الإسلام السياسي" ومنتسبوه "من بداية نشاطهم الباطن والظاهر " إشكالات دينية واجتماعية وأمنية خطيرة ، بعد أن جروا إلينا الإرهاب وتداعياته والقتل وويلاته ، فمنذ إعلان "حسن البنا " عن حركة "الإخوان المسلمين " توالت بعدها ما سمي بـالجماعات "الإسلامية" وجماعة "الجهاد " و" التكفير والهجرة " مرورا بالسلفيين حتى " تنظيم القاعدة " ومؤخرا " تنظيم " داعش " وغيرها الكثير من التنظيمات السرية داخل وخارج مصر.

دعوات مشئومة ومسمومة دخلت صدامات ومواجهات مباشرة وغير مباشرة مع الأنظمة الحاكمة والحكومات والجهات الأمنية على مر التاريخ ، في اطار صنعوه شعارا لأفكارهم وأهدافهم وهو الحاكمية لله ، ولدعم أفكارهم اجتزوا آيات من سياقها القرآني وجردوها من معناها الحقيقي وأخفوا الأسباب الحقيقية لنزول تلك الآيات لكي تخدم فكرهم المريب وأهدافهم ونواياهم الحقيقية ! اتخذوا من العنف أداة وحيدة ومن القتل والاغتيالات أسلوبا أوحد!،
دائما كان الإطار دينيا والغطاء إسلاميا وهو الظاهر والمعلن ، لكن النوايا كانت مختلفة ومتشابكة وما أكثر الأحداث التي كشفت تلك النوايا ! فهم متخصصون في أنظمة المراوغة والكر والفر والإخفاء والتمويه ، لم تثنهم السجون والمعتقلات عن أهدافهم ، فدائما كانت أبصارهم وتطلعاتهم صوب كراسي الحكم وقصور الرئاسة، ، تجسدت نواياهم بوضوح معلن في نشاط جماعة الاخوان "المسلمين" عندما تكالبوا على افتراس كرسي الحكم بكل ما أوتوا من قوة وخبث ودهاء ، في ظل الفراغ الكبير الذي كشفته وهيأته لهم "ثورة يناير" أو بالأحرى ميادين الفوضى التي صنعها تنحي مبارك في ظل ظروف كانت غامضة ، وربما ما زالت حتى الآن غامضة !

كسروا جدران السجون وهدموا أسوار المعتقلات وحرقوا الملفات وتواصلوا سريعا مع أنصارهم وأحزابهم وأصدقائهم في العالم الخارجي ! فكثيرون لا يعلمون كم وكيف الصفقات التي عقدت وتم الاتفاق عليها خلف كواليس تلك الثورة !

فقد أتاحت الثورات العربية الفرصة لتيار الإسلام السياسي "والاسلام منه بريء" كي يطفو على سطح ومسرح الأحداث ، عندما تحققت أحلامهم وغاياتهم التي كثيرا ما عملوا في السر وفي العلن للوصول إليها واستخدموا في ذلك طرقا مشروعة وغير مشروعة حسب ما كان يتاح لهم على مدار أنظمة الحكم المتعاقبة من تاريخ مصر.

مرت عليهم سنوات كانت تلك الغايات والأهداف محبوسة مع أصحابها في السجون ، ورهن الاعتقالات كما أنها في قلب وعقل من كانوا خارج السجون - في الخارج وفي الداخل - ممن كانوا فالتين من طائلة أذرع القانون فلم تلحقهم ، أو من راوغوا الامن بحجة أنهم مسالمون ومتعايشون وليس لهم دخل بالسياسة ولا بالحكم فوجدوا من صدقهم أو سايسهم ! ومنهم من كان مبدأهم -عدم جواز الخروج على الحاكم - ومنهم الجماعات التي تصالحت مع نظام مبارك في حينه ، وربما جميعهم فقط كانوا يداهنون السلطة في ظل خططهم التكتيكية في متون الظلام وخلف ستائر الوسطية والتقية المفتعلة ، لكنها كانت مؤجلة حتى تحين الفرصة ويأتي الموعد المرتقب ،فكان ما كان بعد "ثورة يناير " وما سموه بالربيع العربي عندما بدت الدروب التي كانت مليئة بالأشواك تتهيأ أمامهم فما كان عليهم سوى أن يتحركوا سريعا كي يلقوا بشباكهم ليصطادوا ما تبقى تحت أمواج الفوضى مستغلين حالة خلو الملعب السياسي من أي فرق أو أحزاب منظمة وقادرة على الحشد الجماهيري كما فعلوا هم.

عندما كان الثوار والمتظاهرون من جميع الفئات الوطنية غارقين في نشوة التخلص من نكبة الحقبة الثلاثينية غير المباركية التي جثمت على صدر المجتمع المصري ، في ظل تلك الاجواء الدافئة بالنسبة لهم ورياح التغيير التي سحقت مبارك وعائلته ، استغلت جماعة الاخوان تلك الأجواء التي أتتهم على بساط من دماء الشهداء آنذاك، ليقفزوا فوق سطح الأحداث ويخوضوا انتخابات برلمانية ورئاسية ويعتلوا منصة الحكم وتتوالى الأحداث،
ثم استوى الاخوان ومن معهم على عرش مصر مدة سنة كاملة ، هي مدة كابوس مؤرق وفوضى سياسية واقتصادية عارمة اجتاحت البلاد وكل العباد !!..

وإذا كان في الحديث بقية فهي معروفة للأغلبية ..
دمتم سالمين ،،
بين قوسين :
"لقد أضر الإسلام السياسي بالإسلام وبالسياسة أكثر مما أفادهما ! فقد حول أيامنا الى دماء تراق وأنفس وأرواح تزهق ، وإرهاب يحيط بنا من كل جانب ، إرهاب أقض مضاجعنا وأدمى قلوبنا وأبكي عيوننا على أرواح أهلنا الغالية والبريئة ..".
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط