الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جنوب السودان.. اﻻستقرار الصعب


كانت السودان ومازالت تمثل انعكاسا للقارة الأفريقية فى معظم المظاهر ومعها جنوب أفريقيا على واقع الممارسات التى حدثت ومازالت ... ونستطيع ان نفهم أن الواقع يؤسس على تأثير اﻻرادة وعمق التأثير الدولى واﻻقليمى من حيث الدعم والرغبة فى الوصول الى حق تقرير المصير التى عليها الكثير من التساؤﻻت فى الحالة السودانية ..

والحرية وإن كانت التجربه فى جنوب افريقيا تحتوى على تفاصيل تجعلها المرآة الحقيقية للقارة على خصوصيتها وتعدد المظاهر السياسية وعمق عملية التحول الديمقراطى التى بها الكثير من الرسائل وتحتوى على تجارب مازالت تحتاج الى الدراسة والتحليل لأن الواقع هناك يشير الى التغيير السياسى اما اﻻقتصادى فيحتاج الى تحليل اكثر أراه ليس وقته هنا.

نعود الى دولة جنوب السودان التى كانت تجربة وصولها الى مسألة حق تقرير المصير واﻻستفتاء على ذلك تجربة اشبه بالمخاض الصعب وذلك لأن الوصول لتلك المرحلة كان بإرادة شمالية وجنوبية وفى النهاية تم اﻻنفصال وقامت الدولة على غير جدارة فى جميع النواحى وقصور فى اﻻتفاقات وتعليق بعض المسائل الخلافية.

وقد كانت رؤية النخبة السودانية فى الجنوب وعلى رأسها جارانح يرى بالدولة العلمانيه بعيدا عن تطبيق الشريعة اﻻسلاميه التى طبقها نظام اﻻنقاذ بزعامة البشير وفى هذا اشارة ودﻻلة بعدم الرغبة على استمرار حالة الوحده من الخرطوم مع الجنوبيين وبذلك كانت الرغبة من الشمال ودعم ذلك اﻻنشقاق فى الحركة الشعبية على جارانج واصبح هناك انشقاق داخل الحركة على افكار وقناعات الرجل التى لم يدعم اﻻنفصال يوما ...على واقع اصرار الخرطوم على تطبيق الشريعة الاسلامية لذلك اندفع الجنوبيون نحو تقرير المصير على واقع ممارسات نظام اﻻنقاذ ومقوﻻت الشيخ الترابى ودعوته بالجهاد لنصرة اﻻسلام وتطبيق الشريعة على الحنوبيين ....!!!!!!

وانفصل الجنوب وأصبح دولة واصبح هناك احاديث كثيرة حول تداعيات ذلك اقليميا ودوليا وهناك تداعيات أراها سالبة على البعض وايجابيه عند البعض وذلك احد المشاهد الخارجية ...اما عن المشاهد من داخل دولة الجنوب الوليده يشير الى احتدام الصراع على خلفية اثنية وكان ذلك سريعا ففى ديسمبر عام 2013 اعلن سيلفا كير عن انقلاب قام به نائبه الذى اقاله رياك مشار وبدات المواجهات المسلحه بين اصدقاء اﻻمس وعلى أساس قبلى حيث ينتمى سلفا كير الى قبيله الدنكا ومشار الى قبيلة النوير وتلك الصراعات التى تكون بلا نهايه ﻻن اﻻسباب التى تقوم عليها احد اهم امراض القاره كلها حتى اﻻن ...وخرج الصراع عن السيطره ﻻنه عبثى اثنى ممتد والمصالح اﻻقليميه والدوليه ستحاول الوصول الى صيغة للسيطره على الوضع المستقر ﻻن الجنوب به الكثير من الثروات التى تجعلها على اجندة اولويات القوى الكبرى في العالم وعلى رأسها امريكا والصين ...

وهناك ما يشبه اﻻجماع اﻻقليمى لدعم سلفا كير من قبل اوغندا التى ﻻتخفى دعمها فهى ترى الرجل حليفا استراتيجيا وتدعم سلطته عسكريا وكذلك السودان وان كانت هناك بعض التقارير الدوليه تشير الى دعم المعارضه دون وجود ادلة دامغه على ذلك .. واثيوبيا تلعب دور الوسيط ﻻن الفوضى وفشل الدولة الوليده سيؤدى الى الفوضى وتجاربها وحروبها فى الذاكره وﻻ ترغب فى تكرارها على الرغم من وجود بعض من مواطنيها الى جانب ريك مشار لوﻻءات اثنية... وكينيا تنظر لمصالحها اﻻقتصاديه وترغب فى تحقيق اﻻستقرار لبناء شراكه اقتصاديه وتفعيل اﻻستثمارات التى بدأت مع حكومه جوبا .....والجهود الدوليه تحاول فرض الوصايه للوصول الى اﻻستقرار الصعب ....

فى النهاية ارى دورا مصريا يتسم بالحذر وانحياز للسلطه المنتخبة...

أما عن الداخل فالجهود مستمره للوصول الى اﻻستقرار الذى اراه بعيدا ﻻن الصراع اساسة اثنى وممتد وقد يكون تواجد نخب واثنيات بعيده عن المشهد شعاع اﻻمل لنهاية هذا الصراع ﻻنه صراع نخبوى للوصول الى السلطه التى تعنى الكثير فى الشأن اﻻفريقى.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط