الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ابتسامتها بين أحضانه


قد يترك لك عنوان المقال للوهلة الأولى انطباعا أنه مقال رومانسي من الدرجة الاولى .. نعم هو كذلك فهو يتحدث عن أرقي انواع الحب علي الاطلاق إنه حب الوطن.

فهذه الابتسامة التي رأيتها في وجه تلك المرأة العجوز وهي في حضن الشرطي الذي قد يكون أصغر من أحفادها وتحت ذراعه مربّتا بيده الاخرى عليها ليطمئنها حتي تعبر الطريق وبابتسامة عريضة يداعبها بكلمات لم أسمعها ولكني استطعت أن أشعر بكم الامان الذي حمله هذا الموقف ليس للعجوز فقط ولكن لي أيضا.

أي ملحمة هذا يا وطني ..فرغم كل أزماتك يبقي داخلك أمر خفي ربما طيبة ومودة أهلك بين بعضهم البعض .. ربما يكون بساطة من فيك وتراحمهم وشعور البسطاء بآلام بعضهم سببا آخر لتمسك من يعيشون فيك بوجودهم على ثراك.

ماذا أنت يا وطني فالمغترب في شوق اليك يعود ليتنسم عبيرك مهما بلغ من السمو المادي والاجتماعي بالخارج فيبقي للوطن مكانة خاصة تفوح منه عبق ذكريات الطفولة التي لا تفرق ان كانت في اروقة القصور أو في حارات بلدي فهي بالنسبة لصاحبها منبع متجدد لابتسامة نقية.

أما أيام الدراسة فهي الاخري لا نتذكر منها سوي رفيق الدرب من الزملاء فمهما شغلتنا الدنيا تبقي الابتسامة الخاصة علي هذا الوجه الذي يعود الي سن الطفولة بمجرد رؤية احد اقرانه مهما خط الدهر خطوطه علي وجهه او وصل من العمر أرذله أو بلغ من المكانة أسماها فهو امام صديق الدراسة طفلا.

أما المشاهد المتعددة في ربوع وطني فدائما لها زاوية خاصة نراها نحن المصريون وتراها انت ايها المتابع لهذا الوطن الخالد متعجبا فريشة الفنان التي ترسم مشاهد ريف مصر المتعددة تنقل لمشاهديها بكل بساطة حجم التوافق الروحي بين الفلاح وتربة هذا الوطن فهو يزرعها وعلي يقين بأنها ستعطيه بلا حدود يهتم بدوابها وهو يعلم انها لن تخلف له إلا كل خير.

أما المصور الذي يلتقط ملامح البسطاء منا يحكي قصص كفاحهم ناقلا كم الرضا الذي تحمله قسمات تلك الوجوه رغم معاناتهم فهم يرضون باليوم منتظرين غدا افضل ... أحبك يا وطني كما أنت.. فلم ولن يزايد احد علي حبك في قلوبنا وسأقاوم لأجلك عثرات القلة الاخرين وسنصبر ونحن علي يقين أن الغد اكيد افضل.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط