الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وقد صمتوا يوم هرول تراثهم لحرق الحياة


آتوني بأمة على وجه الأرض تملك نصف ما تملك كبد سلفية واحدة من الأحقاد والكراهية ... ثم ائتوا صفا ..

كي تعلنوا للعالم بضاعتكم التي تزف الخراب إلى واقعنا بوقائع القتل الذى يدوس الحياة والأحياء بعدما تحول هذا الفكر السلفي إلى خطر عالمي لا يستثني أحدا ..

ولا يشبع من القتل ولا ترويه دماء العالم وإن ملأت محيطات يسبح فيها هذا المكر الأسود البدوي الذى هجم على بلاد الحضارة، فأسقط بكنائس مصر العامرة بروح التسامح والمحبة أبرياء معزولين خلف طقوسهم البريئة لم يشتبكوا مع أحد في نزاع ولم يدخلوا مع غيرهم في حراك يولد طاقة من شراره ... فالجفاء منهم في راحة والمحبة بهم غزيرة تمتلئ بها كل ساحة ...

وما هو إلا يوم أو بعض يوم من حوادث ضرب الكنائس في مصر لرج الاستقرار... حتى توصل الجيش العربي السوري البطل إلى اتفاق مع مجموعات من داعش السلفية بفرقها وتجمعاتها التي تحتل بمال عربي الأرض السورية..

وصل الاتفاق إلى حل يقضي بمعطياته أن يخرج أهل قريتي الفوعة وكفريا المحاصرتين منذ عامين من مجموعات إرهابيه كون سكانها من المسلمين الشيعة .. وذلك مقابل السماح لمجموعات إرهابية بمضايا والزبداني من الخروج الآمن إلى حيث تريد مجاميعهم باتجاه ادلب ...

ساعات مرت ... وقد امتلأت الباصات بالنساء والعجائز والأطفال والشيوخ العزل من أهل القريتين الفوعة وكفريا .. لا يحملون معهم إلا بعض أمتعتهم التي تسترهم من البرد وتقييهم من الجوع ...

وهنا ... يرتبك المشهد ... تتعرج المسارات ... تميل عجلات الباصات ... يهب زحفا من الماضي حاملا ما يكفي من فقه الغدر المسكون بجواز قتل المخالفين والمبتدعة كما يزعمون والذى اسسه ابن تيمية شيخ السلفية الوهابية التي تهاجم الشرق في أمنه والعالم في تحضره والدنيا في غدها ..!

ويتم تفجير الباصات التي تحمل أهل القريتين ... طفولة بلا ذنب .. وكهولة لا تحمل أي كيد .... !

وتتناثر حول الباصات الجثث هنا قدم ومعها يد .. وهناك رأس بلا خد .. وهنالك جسد بلا أطراف .. وحريق دب حول كل الأطراف ولا صوت يعلو فوق غدر الإرهاب ببراءة الأطفال وهجعتهم بين صدور أمهاتهم داخل الباصات..

فهل فعلتها بعالمنا أمة من الإنس أو الجان ..؟
هذا فعلهم في التاريخ يعيدونه مصورا باليوتيوبات غدارا ماكرا بالحياة والأحياء كما صنع من قبل بسر بن أرطأة بأهل اليمن وصنعاء والمشاهد من التاريخ تتزاحم كل منها يريد أن يأخذ على شاشات اليوم حظه من التدوين والإعادة ..!

ويقول بما يكفي ألا مستقبل للمنطقة وهذا العالم مع هذا الفكر التراثي الذى لم يواجه حتى الآن بمواقف عقلية نقدية تبطل مفعوله وتمنع عن المستقبل أهواله ..!

ليصبح المشهد برمته في عهدة القانون الدولي والداخلي لكل دولة تريد أن تكتب على بابها أبيات من صكوك النجاة بوضع حيثيات قانونية لتجريم هذا الفكر السلفي الذى يستبيح الحياة ويسترخص حرمات الناس وحقهم في العيش الآمن بأوطانهم ..!

فيعود قتالا على السلب والنهب تحت رايات يرتب سطورها من تراث أعور يزعم أن ذلك تدين يقربهم لرب لا نعرفه إلا رحمانا رحيما ...

لا يمكن أن تختفي من عيون الزمان صور الباصات المعلقة فيها جثامين الطفولة المحترقة .. وفزعات الرعب خلف قرارات الهروب التي لم تجد من الموت منفذا فأدركها مع منافذ الباصات مشتبكة ..!

إنه نفس الرعب الذى تحمله سطور التاريخ عمن يسمونه للبلدان فتحا وقد كان سلبا وقيحا ...

أوى الرعب فيه إلى النفوس وتفرس الموت فيه من الرؤوس ومال الانكسار فيه حتى وطأ بقدميه من ظل حيا ..!

ها هو يعود اليوم وقد أبدل فقط أدواته .. ليتحول السيف إلى مفخخات والرماح إلى دانات ومكر الخناجر إلى أحزمة ناسفة لا تفرق بين الأحياء طبقة وعمرا وجنسا ونوعا وتكتفي بادعاء يزعم أن الحق معهم كونهم من أهل الطائفة الناجية التي اخترعها السلفيون المتوضئون بدماء الطفولة الزكية ..!

فمتى نقف على أطراف أصابعنا كي نرى الحقيقة الماثلة ونستشعر بما يكفي خطورة هذا الفكر على أي وطن يقصده أو شعب يغزوه فما يلبث أن يفرق شمله كي يقتله ..؟
متى ؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط