الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مشكلات المجتمع المصري والفلسفة القاتلة


" الواقع" أنه يجب أن نلتزم بالموضوعية والحيادية ونخاطب الواقع الحقيقى بعيدا عن التزييف والتجميل "والتفلسف القاتل" لتحقيق غاية مهمة وبعيدة هى حل مشكلات المجتمع المصرى, فالمشكلات التى نعيشها وننغمس فيها لا أرى بدايات عمل على حلها بقدر ما أجد أحاديث كثيرة وعبارات فلسفية لها حبكة درامية ومن يستمع إليها، يظن أنها منطقية – ذلك هو الظاهر الذى يراه المتخبطون والباطن خواء على خواء, فمن اعتاد الكلام والحديث قل فعله.

إننا الآن بالفعل أمام متغيرات هائلة تغير التاريخ من جذوره .. تستلزم الاستعداد لمواجهتها والتأقلم معها بفكر واع دون خروج عن القواعد والأصول ... وللأسف الشديد حينما تطرح مشكلة على الرأى العام تجد أن الجميع أصبحوا متخصصين فى حل المشاكل بل يصل الأمر منهم لتوجيه تهمة العجز لمن وقعت بين يديه المشكلة ليعيشوا علينا دور "المتفلسفين" ويسحبونا من الواقع إلى الخيال ويروجوا لأفكارهم السلبية ويأكدون عليها باعتبار أن هذه الأفكار من الثوابت ومن هنا تظهر تيارات جديدة "سياسية ودينية" ما أنزل الله بها من سلطان ونبقى بين المطرقة والسندان.

ولذلك يجب أن يعلم الجميع, أن بدايات مشكلات المجتمع المصرى تبدأ من الحديث "على الفاضى والمليان", فمن يمتلك الرؤية ولا يمتلك التنفيذ عليه أن يصمت لأنه إذا كان صاحب الاقتراح والنظرية لا يستطيع التطبيق فلا يمكن لبشر أن يطبق نظرية صاحبها لم يستطع تطبيقها على أرض الواقع, وما أكثر النظريات التى نناقشها دون جدوى حتى أخذت من وقتنا الكثير فى العبور للمستقبل.

وحتى لا يظن القارئ أنى ضد الاستنباط والتفكير والإبداع فأعلنها صراحة، أن الإبداع الحقيقى هو من يصنع مجتمع حقيقى ولكن الإبداع الزائف لن يخلق مجتمعا بل سيزيد الطين بلة حينما يعمل على تراجع المجتمع إذا كان موجودا من الأساس.

بالتفلسف القاتل كما سميته أنا هو سلوك استسلامى يعبر فيه بعض أفراد المجتمع عن إحساسها بالقهر وعدم رضاهم عن مجمل أحوال المعيشة وفقدانهم الأمل فى المستقبل, فيصدرون حالة الإحباط لباقى أفراد المجتمع ويتحول المجتمع من مجتمع منتج إلى مجتمع متحايلا على واقعه ونمط علاقاته بالبشر والمجتمعات الأخرى ولهذا يكون اتجاه المنحنى إلى الأسفل ولن تقوم له قائمة إلا إذا تخلى عن الالتفات إلى المتفلسفون دون النظر إلى الواقع الذى نعيشه.

ياسادة .. العمل عمود الحياة فلا تقوم حياة الناس بدون عمل ومن كان أكثر عملًا وأتقن فعلًا فهو الأسعد بالنجاح والفلاح ومن كان أكثر حديثا دون عمل فهو الأشقى الذى لن ينال الخير أبدًا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط