صبري عبد المنعم.. فنان يشع تمثيلًا

قد يظل الفنان منبع عطاء دون أن ينتبه إلى عطائه ممن بيدهم مسؤولية تكريمه، فيكتفى بأن يمثل ويمثل ويمثل حتى آخر يوم فى حياته، هذا الكلام يقصد به نجم مهم جدا فى الساحة الفنية.. وأقول نجم لأنه يستحق هذا اللقب، وقف ممثلا رائعا أمام نجوم لهم تاريخ طويل وكان وما زال منافسا بأدائه مع نجوم هذا الجيل ..هو الفنان صبرى عبد المنعم ..الذى لم التقه من قبل وأتمنى أن التقيه بالطبع ..

أول ما عرفته كممثل محترف، فى مسلسل " المشربية " الذى أعتبره من أهم ما أنتج التليفزيون المصرى، وعرض فى عام 1978 بكوكبة من ألمع نجوم الدراما فى مقدمتهم العملاقة سميحة أيوب والعملاق شكرى سرحان ومع الاحتفاظ بالألقاب محمود الحدينى وعبد الرحمن أبو زهرة، وإبراهيم الشامى ونبيل الدسوقى وأنور إسماعيل، وفردوس عبد الحميد ونادية فهمى وإبراهيم عبد الرازق ..نسرين التى كانت فاكهة المسلسل وجميلته المضيئة ..للمؤلف الراحل أسامة أنور عكاشة وإخراج فخر الدين صلاح.

صبرى عبد المنعم قدم فى هذا المسلسل شخصية "عوضين" وهو دور أظنه ظلم بسببه، لأنه صنف بعده فى عدد من الأدوار القرب إلى الشرير، لكنه كممثل برع فيه ونجح فى أن يلون من أدواره حتى أصبح بصوته الرخيم وأداءه الفريد حالة جميلة تستمتع بأدائه دون أن تسأل عن النجومية أو الدور الثانى، أو أى من التصنيفات التى يحرص عليها البعض ..فهو فقط يشعرك بأنه يسكن بجوارك، وأنه قريب منك، جاء من حارة أو قرية أو شارع أولاد بلد تجده كثيرا فى وصفات لشخصيات نجيب محفوظ. 

ويبدو أن الراحل أسامة أنور عكاشة أدرك هذه التركيبة من الشخصيات فأحبها فى أعماله، ومن ثم قدمه فى عدة أعمال منها مثلا "الشهد والدموع" ثم تجده فى رواية نجيب محفوظ "حديث الصباح والمساء" وغيرها ..إذ أنه قدم مئات الأعمال الناجحة.