الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحاجة مقدسة.. والمكر السلفي عبر وسائل الاتصال الحديثة


رافقوني هذه السطور.. لتدركوا بشاعة ما نتعرض له ويتجهز لمصر من مصائب ومصاعب على يد فئة غادرة خانت وطنها بعدما تاجرت بدينها وذهبت للفتنة تنضح منها بكلتا يديها..

أعمل خارج الوطن.. يتلقى هاتفي يوميًا المئات من الرسائل على "الواتس أب" كإحدى الأدوات الإعلامية التي تعمل بشكل حلزوني فرديا وجماهيريا...!

فـ"الواتس أب" قادر بشكل فردي أن يصل باتصال مواجهي شخصي إلى نطاق جماهيري عبر إرساليات تشبه المتواليات الهندسية..!

فسرعان ما تصلك رسالة لترسلها بدورك لقائمة الأصدقاء المسجلة لديك؛ ليتولى بدوره كل فرد إرسالها لمجموعته الخاصة، وسرعان ما تعود مرة أخرى نفس الرسالة إليك بعدما تكون قد عبرت كوكب الأرض وفي لحظات معدودة..!!

ليتكون رأي عام ما متأثرًا بمقاصد الرسالة من أجل تحفيز الناس واستغلال قلة معارفهم من أجل توجيه قناعاتهم لخدمة أجندة الفتنة التي تعمل عليها الجماعات الدينية في المناطق والنطاقات الموبوءة بهم..!

من هذه الرسائل التي وصلتني مؤخرًا.. مقطع فيديو مصور من أحداث فض اعتصام رابعة الإرهابي عندما كان الإخوان يصورون الأكفان المزورة والناس تتحرك برءوسها وأقدامها وهم موتى من أجل ابتزاز الضمير العالمي وتصوير وحشية الجيش المصري كما كانت تريد جماعة الإخوان وخلفاؤها السلفيون الوصول إليه..!

الأكفان التي تتحرك الجثامين تحتها مكتوب عليها الشهيد أحمد.. صهيب.. أبو بكر.. محمد.. وهكذا كلها أسماء إسلامية تشير إلى هوية دينية معروفة..!

الجديد أن الفيديو المتداول على "الواتس أب" حديثًا يتم تدويره على أنه أحد أكاذيب الكنيسة المصرية فيما يخص الزعم بسقوط ضحايا في أحداث التفجيرات التي طالت كنيستي طنطا والإسكندرية مؤخرًا؛ من أجل تصوير المشهد للمتابع الشرقي، أن الكنيسة المطعونة بخسارتها بفعل الإرهاب الجبان تريد أن تبتز الوطن المسلم والمسلمين بالأكاذيب، وها هي الجثامين تتحرك ولا يوجد ضحايا، وإنما المشهد كله من تفجير وخلافه ليس إلا فبركات رخيصة ...!!

انتشر الفيديو على نطاق واسع في تربة جاهلة.. وجاهلية متسيدة للوعي العربي العام.. وانهالت علي التساؤلات ما هذا..؟
معقوله ..؟

وجلست يوما كاملا أوضح للجميع حجم ما يفعله التيار الإخوسلفي من أجل ضرب استقرار مصر وشق الوحدة الوطنية من خلال اللعب بقضايا المصريين المسيحيين عبر دفع المجتمع المصري في وجه بعضه البعض مسلمًا ومسيحيًا...!!

وأن هذه الفبركات عمل التيار الديني الجبان وأنها مصورة بشكل رخيص من أحداث رابعة بدليل كتابة أسماء إسلامية على الأكفان المزورة فكيف جاز تسويقه على أنه فبركات كنسية لشهدائها وهم يحملون أسماء معبرة عن هوية دينية مخالفة..!!

يقع هذا في واقع غاب فيه الإعلام الجماهيري عن المواجهة الحقيقية ... وكان عليه تتيع هذه المقاطع وهذه الوسائل وهذه الرسائل وما يروج فيها وفضح الأكاذيب التي تكبر تحت الأرض وتبني قناعات من تدليس وكذب عند جهلاء يتحولون بالأحقاد الى دواعش في بيئة ريها عذب وترابها خصب .. وفكرها مناخ مواتِ

ولكن هل يفلحون في وطن تبقي فيه الحاجة مقدسة امرأة تحمل لقبا يقول ما يكفي ويكون قادرا بما يكفي لصد هذا الطوفان وتبريد هذا اللهيب الذي يحاول قطع وصالنا وتمزيق تواصلنا وسحقنا بالفتن

الحاجة ... لقب يطلقه المصريون على أي سيدة مصرية مسلمة كبيرة السن متصفة بالوقار والحكمة وربما ذهبت لأداء فريضة الحج أو العمرة ..!
أما مقدسة ... فهو اللقب الموازي مسيحيا والذي يطلق على أي سيده مصريه مسيحية متصفة بالوقار والحكمة ونالت حظا من الطقس الديني الذى يحيط وقارها بالتبتل والورع .

وهنا تأتي المفارقة ... وفي أحد مجالسنا المتأنقة ... روت لنا الحاجة فاطمة المسلمة أنه بشارعها الهادئ لا يناديها جيرانها المسيحيون إلا بالحاجة مقدسة ...!!

لتكون الحاجة مقدسة... عنوانًا مصريًا يبلغ في تحديه لمثيري الفتنة عنان السماء.. وهي سعيدة بكل جيرانها هؤلاء وهؤلاء..

فماذا يريدون منا بعد استخدامهم لكل وسيلة بالكذب والتدليس كي ينالوا من استقرار الوطن في ظل انهيار الإعلام ... وتقاعس القانون عن ضرب المرجفين في حوارينا ... ومن خلال روح التخلي عن قيام كل منا بواجباته في وطن كبير إن لم ندركه بالتماسك تركنا يوم نقرر تركه للفتنة بجهلنا وابتلاعنا طعم الخلاف والفرقة .. فانتبهوا ..... وانتبهوا جيدا

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط