الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

داعش بن زيدان


طالما رأى يوسف زيدان، أن من حقه إطلاق أبشع الأوصاف والنعوت بحق القائد التاريخي صلاح الدين الأيوبي، والوصول إلى حد الوصف بأحقر شخصية في التاريخ، وذلك بناءً على مغالطات تاريخية ومعلومات غير دقيقة، فيمكنني ويمكن لأي شخص آخر إطلاق النعوت والأوصاف المشابهة بحق زيدان وأمثاله، إلا أنه وبسبب أدبيات الكتابة والعلوم فسأكتفي بإطلاق تسمية "داعش بن زيدان" على من تطاول على هذا القائد التاريخي؛ لأنه وبطريقته غير المؤدبة وصل إلى مستويات داعش في التفكير والتعبير عن الأفكار.

فداعش يا سادة ومنذ نشأته إلى اليوم دأب على تغيير وتزوير الوقائع التاريخية والتفاسير الدينية، ليصل إلى تكفير الأشخاص واتهامهم بالانحلال والكفر للتخلص منهم للوصول إلى التخلص من تاريخهم وتراثهم، ويبدو أن داعش بن زيدان أعجبته الطريقة فسار على نفس المنهج، مكملًا الطريق الذي سبق وبدأه في الإثارة الرخيصة للفت الأنظار، خصوصا وأن علامات استفهام كثيرة تحيط بالكثير من كتاباته من ناحية إذا ما كانت أفكاره وكتاباته، فعلًا أن تناولها من هنا أو هناك وتصرف بها للإثارة ولفت الانتباه والأنظار.

وربما لا يعلم الكثيرون أن هذا التصريح الداعش لا يخدم إلا جهتين، الأولى وهي تركية، عبر إثارة الرأي العام في منطقة الشرق الأوسط على شخصية تاريخية كردية، في ظل الهجوم المفتوح من قبل تركيا على الأكراد بعد المكاسب الكبيرة التي كسبوها في مناطق شمال سوريا، وسعيهم لحكم ذاتي لمناطقهم مما أثار تركيا؛ خوفًا من تمدد هذا الكيان الكردي ليصل إلى أراضيها، ويبدأ أكراد تركيا بالمطالبة بالمثل على أقل تقدير، أما الجهة الثانية فهي إيران، وهي المستفيد الدائم من إثارة النعرات في المجتمعات العربية، خصوصًا الشق الكبير بين الشيعة والسنة خصوصًا وأن صلاح الدين كان من القادة الذين أوقفوا تمدد الدولة الشيعية الكبرى في منطقة الشرق الأوسط بدءًا من مصر وصولًا إلى بلاد الشام.

وبالعودة إلى كلام زيدان بن داعش فكلامه لا يستند على أي مستندات ووقائع تاريخية، بل أطلق مجموعة من الاتهامات لا يميزها إلا هشاشة المضمون والمتن والمعنى، ولو كانت مسألة إعادة الثقافة والتنوير بطريقة زيدان مثل ما يدعي فعلى الثقافة والتنوير السلام والأفضل بنا البقاء في عصر الظلمات بدلًا من تحقير الشخصيات التاريخية المميزة بهذا الشكل الكريه.

وإذا كان صلاح الدين الأيوبي وريتشارد قلب الأسد من أحقر شخصيات التاريخ، فليتفضل داعش بن زيدان ويقول لنا من هم الأشخاص الجديرون بالاحترام حسب رؤيته، أو ليتفضل بتقديم البراهين التاريخية على أكاذيبه أو ليصمت وينزوي في إحدى المكتبات ليطلع على أمهات الكتب التاريخية؛ للتعلم شيء من التاريخ لعله يصل إلى مستوى مقبول من التفكير لإطلاق التصريحات.

رحم الله أمة تحارب داعش من جهة وأمثال داعش بن زيدان من جهة أخرى..
وللحديث تتمة...

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط