الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مولانا الإمام "ترامب" المنتظر!


نعيش الآن زمن مولانا الإمام " ترامب " كرم الله عصره وزاد فضله وفتح علينا من نفحاته وعظاته .. ويبدو أننا لا ولم ولن نتعلم أبدا من أخطاء وخطايا الماضي بل نصر على أن نقع في نفس الأخطاء بنفس الخطوات ونفس السيناريوهات الهابطة ونفس السياسات الفاشلة ..

فكما فعلها معنا مولانا " أوباما " وبدأ عصره المنير بخطبة عصماء ألقاها علينا في جامعة القاهرة محدثا المسلمين والعرب عن التسامح وعن فضائل الإسلام مستشهدا بالآيات القرآنية .. لينتهي عصره بأكبر مؤامرة نفذتها أمريكا ضد مصر وضد المنطقة العربية كاملة وهي مؤامرة الربيع العربي الذي كان هدفه الأول والأخير تغيير خريطة الشرق الأوسط لتتحول فيه القوى العربية إلى مجرد تاريخ والجيوش العربية إلى مجرد ذكرى ولتصبح إسرائيل هي القوة الوحيدة بالمنطقة العربية وللأبد.

وجدنا من أوباما ذي الأصول الإسلامية دعما لجماعات إرهابية حاول تصعيدها لتصل إلى سدة الحكم في الدول العربية لينتهي بها الأمر إلى حروب أهلية لم تنته حتى وقتنا هذا .. أنشأ تنظيم داعش كما أسس سابقوه القاعدة وطالبان .. والآن جاء مولانا ترامب ليكمل نفس مسيرة "الاستهبال" و"الاستكراد" للدول العربية التي لا تزال مصرة على أن يكون مصيرها في يد الذئب الذي يخدع الجميع ليعتقدوا أنه الراعي الأمين.

ورغم أن الجميع يعلم تمام العلم أن أي رئيس أمريكي يطبق سياسة أمريكا المعلنة والتي تهتم أولا بمصالح إسرائيل قبل مصالح أمريكا نفسها .. وهدفها المعلن والواضح هو العداء الواضح والصريح لكل عربي ومسلم .. فقد أعلن الجميع دعمه لترامب وثقته فيه حتى رغم تصريحاته المعادية للإسلام خاصة وللعرب عامة مسلمين ومسيحيين .. ورغم تصريحاته المجنونة التي تنم عن عقل مهووس إلا أن البعض لا يزال يعتقد انه المنقذ والملاذ.

ترامب هو الذي أعلن تأييده الكامل لإسرائيل في خطاب معلن ومذاع في العالم كله .. ترامب الذي توعد اللاجئين السوريين بالترحيل من أمريكا ضمن برنامجه الرئاسي عندما قال : "أبلغ الناس أن من يأتي إلى هنا من سوريا كجزء من هجرة جماعية، أني إذا انتخبت فإنهم سيعودون". سيعودون أي سيتم طردهم.

ترامب هو الذي قال عن المهاجرين السوريين إنهم من الممكن أن يكونوا من تنظيم داعش.. وكأنه لا يدري أو لا يعلم أن الدواعش صناعة أمريكية.

ترامب هو الذي رفض أن يكمل خطابا له عندما رأي بين الحاضرين سيدة مسلمة محجبة واتهمها بالإرهاب وتوقف عن الكلام حتى غادرت القاعة مطرودة على أيدي الأمن .. والفيديو موجود على اليوتيوب لمن لا يصدق.

ترامب هو الذي قال في خطاب علني مذاع على الهواء وشاهده العالم كله إن جنود أمريكا هم من أعادوا الكويت للكويتيين وبالضرورة لابد أن يدفع الكويتيون الثمن وأن أمريكا من حقها أن تستولي على بترول العراق لمدة خمسين عاما قادمة.

وهنا نأتي للنقطة الأهم في خطة ترامب .. الجزء الأخير الذي يتحدث فيه عن أموال العرب كغنيمة حرب من حق أمريكا أن تستولي عليها وأن تسطو على آبار البترول في أراضي العرب لمدة خمسين عاما قادمة ..

هذا هو ترامب الحقيقي وهذا هو وجهه الحقيقي الذي ظهر جليا في السعودية في المؤتمر الإسلامي الأمريكي .. والحق أني لا أدري ولا أفهم كيف يكون مؤتمرا إسلاميا وفي نفس الوقت يكون أمريكيا .. المهم أن السيد ترامب بدأ فعليا في تحصيل " كارتة " الرسوم التي وعد أنه سيحصلها من العرب والتي بدأت بـــ 350 مليار دولار يحملها ترامب في جيبه أثناء مغادرة السعودية.

وبعد أن أدى ترامب الدور جيدا ومثل على العرب دور المخلص والمنقذ وأنه هو المهدي المنتظر وأنه مولانا "ترامب" المرشد الأعلى لمحبي السلام ونشر المحبة في العالم .. قام مولانا ترامب بزيارة مركز الملك عبد العزيز التاريخي بالرياض حتى تكتمل التمثيلية بشكل يقنع الجميع أن ترامب هو فعلا مولانا المهدي المنتظر.

وبمناسبة الدولارات التي استولى عليها ترامب والتعاون الوثيق مع دول عربية تسعى للهيمنة الأمريكية على المنطقة وأولها السعودية خوفا من المد الإيراني وأملا في أن يكون الذئب الأمريكي هو الراعي الأمين .. نطرح سؤالنا البريء عن حلف الناتو العربي الذي حدثنا عنه مولانا ترامب المرشد الأعلى للصهيونية العالمية.

والذي أكد أنه سيظهر قريبا للنور في ظل مباركة سعودية وعربية .. وكما قال مولانا ترامب إن الناتو العربي ستكون إسرائيل على رأس مؤسسيه.

الأغرب من كل ما سبق هو تصريحات الجبير وزير الخارجية السعودي عن زيارة ترامب والتي قال فيها إن الزيارة تعطي مؤشرًا إيجابيًا ودلالة عميقة للعمل معًا في الحدّ من التوتر في المنطقة من وجهة نظره طبعا .. وكأن أمريكا ليست هي صانعة التوتر والإرهاب في المنطقة رغم أنه أكد أن الشراكة مع أمريكا ستكون دافعا لمواجهة الإرهاب.

أما تصريحاته عن الشراكة الاستراتيجية فقد انتهت بالاتفاقات التي تمت والعقود التي وقعت بمبلغ الــ 350 مليار دولار ..

أما عن موقف أمريكا من القضية الفلسطينية والموقف السوري فكان كلام الجبير فضيحة لأنه يبدو أنه لا يعلم حقيقة الأمر ولا يدري بتصريحات ترامب نفسه عنهما.

والآن علينا أن ننتظر ما بعد المؤتمر الإسلامي الأمريكي لنرى ما سيصنعه بنا مولانا ترامب المعظم الذي جاء ليستولي على أموال العرب برغبتهم أو رغما عنهم ويسيطر على بترولهم ثم يوهمهم أنه يحميهم .. ولننتظر ما سيظهر من اختراعات ترامب .. ذلك الاختراع الذي سيتم تسجيله باسمه بعد أن اخترع رؤساء سابقون تنظيمات القاعدة وطالبان وداعش .. فهل يكون الناتو العربي هو اختراع مولانا ترامب .. ربنا يستر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط