سمير غانم.. للضحك بقية!

لو أن كل نجوم الفن يمتلكون حالة الرضا والتصالح مع النفس ومع الغير كما هى بأقصى درجاتها لدى الفنان سمير غانم، لما حدث فى الوسط الفنى أزمات، أوغيرة أو حقد ولا حتى خطف أدوار أو نميمة.

الفنان سمير غانم كان قد مر بوعكة صحية شأن أى إنسان عادى، وسارع مهرجان القاهرة السينمائى بإعلان تكريمه فى دورته المقبلة ومنحه جائزة فاتن حمامة، تعامل مع الفن بذكاء شديد، إذ أخذ منه ما يجب أن يحصل عليه الفنان من نجاحات دون النظر إلى شباك تذاكر السينما، أو بطولة مطلقة فى التليفزيون، هو اختار أن يملأ فراغ كثيرين من أبناء جيله ممن فقدناهم، كالضيف أحمد، وغياب الفنان الجميل جورج سيدهم عفاه الله.. وأن يظل سمير غانم بنكهة تمثيله التى عهدناه بها منذ أن بدأ مشواره مع المخرج محمد سالم، ثم كون مع ثنائييه فرقة ثلاثى أضواء المسرح، ثم قدم رائعته فى عالم الفوازير "فطوطة".

هو يقول دائما إن عادل إمام مدرسة قائمة بذاتها، وإنه أفضل من يصنع الضحك، ويرد الزعيم بأن سمير غانم هو الوحيد القادر على إضحاكه، وعندما يُسأل "غانم" عن محمد صبحى يقول إنه فنان "تقيل" أى له قوته ورصانته وإن ما يقدمه صبحى قد لايصلح لأن يقدمه هو أو حتى غيره.

والمثير للدهشة أن سمير غانم نجح فى أن يحفظ سكريبتات جميع البرامج التى يستضاف بها، بل وأكاد أجزم أنه يحفظ حتى ترتيب الأسئلة التى تطرح عليه، فلم يعد يغضبه أى منها، لأنه قال رأيه فيها عشرات المرات، خد عندك سؤال" لماذا لم تقم بزيارة صديق عمرك جورج سيدهم؟.. تانى.. ألم يغضبك قيام عادل إمام بتقبيل دلال عبد العزيز فى فيلم النوم فى العسل.. وكمان.. من أكثر نجومية أنت أم عادل إمام؟.. والسؤال الذى يتكرر تقريبا فى جميع حلقاته هو "ما حكاية زواجك من صومالية؟".. كلها من هذه النوعية التى أجاب عنها سمير غانم مئات المرات، وبابتسامة هادئة، وكأنه يرثى حال مقدم أو مقدمة البرنامج الذى يجلس أمامه.
 
ما يغضب سمير غانم فقط هو ما يغضب أى إنسان عادى، أن توجه إليه اتهامات، أو أن تفبرك حول حالته الصحية شائعات، أو أن يقرأ كلاما مقززا عن أسرته فى صحف صفراء، لكن تبقى نقطة فاصلة يجب أن يتوقف عندها سمير غانم، وهى أن يكتفى بالظهور ممثلا ونجما له قيمة لأنه ما زال يضحك جمهوره وما زال للضحك عنده بقية، يجب أن يتوقف عن الظهور فى البرامج أيا كان العائد المادى الذى سيتقاضاه!

أو أن يرشد فى الظهور، فلا يوافق على برنامج للسخرية، كما ظهر هو وزوجته الفنانة دلال عبد العزيز بأحد البرامج، وهو يعلم أن الجمهور يعرف كل شىء وأن ظهوره بهذه الطريقة هو بدافع الفلوس وبس، وهو فى غنى عن هذا الظهور الذى لا يضيف جديدا إليه لأنه قدم أكثر من 300 عمل من المسرح للسينما والتليفزيون والإذاعة حتى أصبح تاريخا من الكوميديا فى حياتنا.