الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ومن يده في الرئاسة ليس كمن يده في الأسعار


قال رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي في تصريحاته لرؤساء التحرير منذ أيام، إن مصر لم تعد مشكلتها مع الإرهاب، لافتا إلى أن المشكلة التي نواجهها الآن هي الأسعار المتزايدة وضبط الأسواق.

خيرا قال الرئيس، ولكن الأمر أشبه بمن يتألم بجرح غائر في الصدر، طبيعي من يراه يرثي لحاله ويتألم أشد الألم، خاصة وإذا كان الرائي مسئولا عن تخفيف الجرح والحد من ألمه وإيقاف مضاعفاته، فضلا عن كونه مسئولا أصلا عن حماية المواطن من التعرض للإصابة بالجرح الغائر في الصدر.

ولا شك أن آلام المواطن صاحب الصدر المجروح أضعاف أضعاف ما يتألمه الرائي الناظر المسئول، ورغم أن من يده في النار ليس كمن يده في الماء، فهذا قدر من المسئولية المطلوب، أن يكون الرئيس مدركا لآلام المواطن، هذا في حد ذاته مستوى رائع من الأمل في السبيل للتخفيف من وطأة الألم الجاثم فوق وفي صدر المواطن.

ولكن الجرح ليس مجرد جرح في الصدر، فقد وصلت الطعنة للقلب، وربما لا تزال السكين المطعون بها تضغط بقوة، تكاد تصل لسويداء القلب، فالمشكلة لم تعد مشكلة غلاء، فقد تخطت الأسعار حد الغلاء إلى درجات ومستويات من الاحتكار والفتك بالمواطن محدود الدخل وحتى متوسط الدخل بعد أن تضاعفت الأسعار للضعفين والثلاثة أضعاف.

الغلاء فعلا وصل لمستويات قاتلة، قاتلة للمواطن الذي هو العنصر المكون للشعب، والشعب هو عنصر أساسي في مكونات الدولة، التي تتكون من شعب في أرض محددة بنظام معين، فلا شك أنه حين يتعرض الشعب لخطر داهم يهدد بالقضاء عليه، أو قد يؤدي لتحرك الشعب بشكل جنوني غير عقلاني، أو بالأحرى للانفجار، فإن هذا خطر على الدولة بما تحتويه من الشعب نفسه، وأرضه ونظامه الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.

نحن مقبلون على شهر الصيام، شهر رمضان ، ومن حكمة الصيام أنه يجعل الغني يقاسي الجوع فيشعر بالفقير، ولكن في نهاية يوم الصيام لا يزال الغني يستطيع أن يجمع على مائدته ما لذ وطاب ليشبع جوعه، ولكن ماذا سيفعل الفقير في هذه الأسعار.

يا سيادة الرئيس المواطن الفقير محدود الدخل، لا يستطيع شراء كيلو الفراخ البيضا ،( اللي هي يعني ما فيهاش ريحة المنعة) بنحو 30 جنيها وربما أكثر.

يا سيادة الرئيس الأسعار وضبط الأسواق تحتاج لمواجهة الدولة، والدولة تعني جيشا وداخلية وحكومة وجميع أجهزتها، وقبل كل هذا قيادة الدولة ومع كل هذا الشعب طبعا.

يا سيادة الرئيس المواجهة تبدأ بالمصارحة وكشف تفاصيل ولب المشكلة، كما حدث في مشكلة نهب الأراضي، يجب أن يستمع الشعب من قائده لتفاصيل المشكلة وأن يتم إخباره بطرق الحل الحاسمة، وأن يتم إعلامه بحجم وخطورة الموقف، فالشعب هو موضوع وهدف المواجهة وهو عنصرها الرئيسي.

حماك الله وسدد خطاك في معارك استرداد حقوق الشعب والدولة أرضا وغذاء وماء وهواء وكرامة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط