الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر والسودان .. خفايا العلاقات !!


كانت التصريحات اﻻخيرة لرئيس دولة السودان كاشفة لواقع العلاقات اﻻن.. فقد قال ان السودان مازالت على صبرها تجاه التجاوزات المصرية فى حلايب وكذلك التطاول على السودان اعلاميا على حد وصفه، مشيدا فى الوقت نفسه بعمق العلاقات السودانية القطرية ومساهمتها الفاعلة في تحقيق السلام واﻻستقرار في السودان.

هذه التصريحات استدعاء نخبوى لمشاكل العلاقات مع مصر ودائما يتم ذلك على خلفية أي خلاف أو توتر فى العلاقات بين البلدين وهو الحادث اﻻن على الرغم من تريث الجانب المصرى وحرصه على عدم الوصول لتلك المرحلة الرسمية التى تعكس الخلاف والتوتر دون مناورات سياسية ..

والسودان للموضوعية على مر تاريخه وفى علاقاته مع مصر، نراه على حالة الوفاق والفاعلية فى فتره ثم تأتى فترة أخرى تعكس حالة التوتر فمثلا كانت العلاقات فى فترة عبدالله خليل متوترة ثم جاءت حقبة الجنرال عبود لتعكس حالة الوفاق ومن بعدها عودة لمربع التوتر ثم الى التحسن فى عهد نميرى..

ثم كانت بدايات حقبة اﻻنقاذ التى بدأت بتصاعد التوتر بين مصر والسودان واتهامات متبادلة حيث كانت مصر تتهم السودان بايواء اﻻرهابيين وترفض تسليمهم لمصر..

وبعد انشقاق الشيخ الترابى عن نظام اﻻنقاذ بدأت العلاقات فى التحسن تدريجيا حتى وصول اﻻخوان إلى حكم مصر فبدأت مرحلة التقارب على أرضية اﻻيديولوجية التى يرفعها كلا النظامين مع وعود باسترجاع حلايب وشلاتين التى يراها السودانيون أراضي سودانية وهى للحقيقة غير ذلك ... ورفض النظام المصرى وقتها ذلك رفضا قاطعا مؤكدا انها اراض مصرية خالصة ...ثم انتقلت العلاقات الى مربع التوتر عقب 30 يونيو..

ومنذ ذلك التاريخ تشهد العلاقات توترا مكتوما على الرغم من الزيارات المتبادلة التى تعبر عن عمق الروابط التى يشهد عليها التاريخ.
 
وعلى الرغم من وضوح الرؤية والرسالة السودانية من التقارب مع اثيوبيا فإن الرد المصرى اتسم بالحذر الشديد وهو أمر له تداعيات اراها خطيرة خصوصا أن هذا التقارب وان كان على أسس غير مؤسسية اﻻ انه يعكس دﻻﻻت أمام صانع القرار فى مصر. 

وتحول الموقف السودانى الى التأييد المطلق لسد النهضة ...وبدأت عمليات الترويج لفوائده المتعددة وامكانياته فى توليد الطاقه الكهربائية التى يحتاجها السودان وقد كانت السودان تلعب دور الوسيط فى هذا الملف المصيرى بالنسبة لمصر على أساس اننا نعتمد اعتمادا كليا على مياه النيل فى كافة المجاﻻت وأى مساس بتلك المسألة يمثل عبثا فى مصالحنا المصيرية التى ﻻ تقبل مهادنة او مراوغة.. إنها بموضوعية مسألة بقاء لذلك كانت تلك الوساطة مناورة سياسية انتهت بالموقف السابق..

ولذلك فإن نظام اﻻنقاذ يتحدث عن شيء ويفعل عكسه وقد تغيرت سياساته عقب 30 يونيو لذلك لم يكن غريبا أن تعم المظاهرات السودان للمطالبة بعودة محمد مرسى وجماعته الى حكم مصر بعد عزله، تلك المظاهرات التى قادها زعماء حزب المؤتمر الحاكم الى جوار شخصيات وعناصر اسلامية موالية للنظام السودانى ... أما النظام وتصريحاته فكانت تؤكد على احترام خيارات الشعب المصري.

ورسالتى الى الأهل فى السودان.. انتبهوا فإن مصر والسودان تاريخ وثقافة مشتركة وﻻداعى أبدا ان تكون العلاقات على مستوى النخب وكم كانت التحديات فى الماضي قاسمة ولكن المصالح والروابط حكمت العلاقات.

وﻻبد من تبنى سياسات أو استراتيجيات من شأنها اعلاء التقارب والمصالح بنظرة براجماتية أن الواقع يؤسس على وجود مخططات تهدف الى تقسيمنا فانتبهوا مصر والسودان ﻻ يمكن أن تستغنى إحداهما عن اﻻخرى وﻻ داعى مطلقا ﻻستدعاء ما يفرقنا ... فالعلاقات أساسها المصالح بعيدا عن مدركات وأوهام فرقتنا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط