الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

آخر تقليعة.. الإعدام لن يقضي على الإرهاب.. وعجبي !


وكأن عقوبة الإعدام التي شرعها الله من فوق سبع سموات للقصاص من القتلة والمجرمين قد أصبحت هي العائق الوحيد أمام منظري ومروجي حقوق الإنسان الذين لم نسمع منهم يوماً إلا دفاعاً عن المجرمين والقتلة وحتى الإرهابيين. 

مؤخراً قال حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان وعضو المجلس القومي لحقوق الإنسان إن التشريعات المصرية في حاجة للتحديث بسبب تعارضها مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.. وخاصة قانون العقوبات الذي صدر قبل صدور المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.

كلمة "أبوسعدة" كانت خلال مؤتمر عقدته المنظمة العربية لحقوق الإنسان بعنوان "تطوير التشريعات العقابية" .. وأكد أبو سعدة فيها على ضرورة مراجعة القوانين التي بها نصوص تشريعية تخص عقوبة الإعدام والتي توسعت في غير الجرائم التي نصت عليها الشريعة الإسلامية فهناك أكثر من 100 نص خاص بعقوبة الإعدام في القانون.

والأمر الغريب حقا هو أن رموز حقوق الإنسان في مصر كما قلنا لايتحدثون ولا يهتمون إلا بالجاني فقط .. أما المجني عليه فله الله .. فلم نسمع عتاولة حقوق الإنسان يتحدثون يوما عن سيدة اغتصبت إلا لو كان في إطار الحديث عن حقوق المرأة فقط وهو مجال آخر للمتاجرة بالحقوق .. ولم نسمع أنهم دافعوا عن شخص قتله بلطجي ولكنهم لا يتحدثون إلا عن القتلة فقط والبلطجية والخارجين عن القانون .. فالدولة هنا لابد وأن تضمن أن يتم التحقيق مع القاتل دون إهانة لسعادته وفي جو من العدالة والشفافية وألا يتم الاعتداء عليه أو المساس به .. وأن يتم توفير زنزانة صحية للمتهم وياريت يكون فيها تلفزيون بدش وكمان موبايل..!!
وكيف يمكن أن نقبل أو يقبل المجتمع كله أن تقع جريمة مثل جريمة اغتصاب الطفلة الرضيعة مؤخرا ولا يتم الحكم على المجرم القاتل بالإعدام .. وهل لو تم سجنه مدى الحياة فستكون هذه هي العقوبة التي تطفئ النار المشتعلة في قلوب أهالي الضحية ؟

أما المجني عليه نفسه فلا ولم ولن يتحدث عنه أحد ويبدو أنه ليس على قائمة الاهتمامات الحقوقية أو أنه ليس جزءا من الأجندة الأوروبية أو أن الدعم لايشمل الاهتمام بالمجني عليه .. فكل الدفاع عن المجرمين والقتلة وحتى الإرهابيين وهو ما سوف نراه في السطور القادمة واضحا جليا .

أبو سعدة كما قلنا طالب بضرورة إعادة النظر فيما يخص عقوبة الإعدام لأن الإعدام – من وجهة نظره طبعا - لن يكون رادعًا فيما يخص قضايا الإرهاب خاصة بعد العمليات الانتحارية التي تنفذ!!!

صدمة غير متوقعة .. ففي الوقت الذي يطالب فيه المصريون جميعا بالإسراع في تنفيذ أحكام الإعدام على الإرهابيين الذين طال وجودهم بالسجون المصرية .. وفي ظل حالة الغضب الشعبي لعدم تنفيذ أي حكم إعدام على أي من الإرهابيين إلا قليلا منهم .. يخرج علينا الحقوقي الكبير أبو سعدة ليعيد طرح مقولة إعادة النظر في أحكام الإعدام عامة ولأنها غير مجدية – من وجهة نظره – في قضايا الإرهاب خاصة !

والحق أني لم أفهم ولم أدرك جدوى الحديث في هذا الأمر الآن ولا معنى المطالبة بإلغاء عقوبة الإعدام التي يخرج علينا الحقوقيون كل فترة بتصريحات نارية عنها .. ولو كان الإعدام عقوبة عنيفة ومؤذية في رأيهم فلماذا تطبقها أمريكا نفسها في بعض ولاياتها ولا يعترض أحد .. بل إنها تطبق بالكرسي الكهربائي وبالغاز السام .. أي بطرق دموية أعنف وأشد مما يحدث في مصر حيث يتم الإعدام بالشنق.

الإعدام ياسادة عقوبة تشريعية سماوية أمر بها الله في كتابه الكريم وليست مجرد رأي أو توجه لكل من هب ودب يطرح فيه وجهة نظره .. أما موضوع أنها غير ذات قيمة في جانب التعامل مع الإرهابيين فهذا هو ما يحتاج للشرح والتوضيح من جهابذة حقوق الإنسان .. فكيف لإرهابي أن يفجر كمينا للشرطة أو يقتل مجموعة من ضباط وجنود الجيش أو يفجر كنيسة أو مسجدا فيقتل العشرات بدم بارد .. أو يفجر أتوبيسا به أطفال أبرياء أو نساء لاذنب لهم .. ثم يأتي في النهاية من يقول إن الأمر يحتاج لإعادة نظر وأن الإعدام ليس هو الحل .. إذن ما هو الحل من وجهة نظر السادة الحقوقيين ؟؟ بصراحة مش عارف ومش فاهم !!

نقول كمان .. عقوبة الإعدام شرعها الله من فوق سبع سموات كردع لكل من يخرج عن الشرع وعن القانون .. لكل قاتل ومجرم .. لكل مغتصب ولكل إرهابي قاتل لايفرق بين رجل وامرأة ولا يرى في قتل الأطفال جرما ولا خطيئة تستحق العقاب .. فمن قتل يقتل .. هذا هو عدل الله الذي أمر به .. هو العدل الذي يطفئ النار المشتعلة في قلوب الضحايا وقلوب المجني عليهم وأهاليهم .. هذا هو العدل الذي لا يراه السادة النشطاء والسادة الحقوقيون ولا يشعرون به وكل ما يعنيهم هو تنفيذ التعليمات حتى يتماشى مع التوجهات الدولية لمنظمات حقوق الإنسان .

أما عن الإرهاب فنعلنها لكم صريحة واضحة .. الإعدام هو الحل ولا حل آخر يمكن أن يكون له جدوى في التعامل مع منظمات إرهابية وجماعات مدعومة من الخارج بتمويل مفتوح بلا حدود وبأحدث الأسلحة وبالرجال المدربين .. ثم بعد كل هذا يأتي من يطلق مقولات عبثية عن عدم جدوى عقوبة الإعدام في القضاء على الإرهاب .. حسبي الله ونعم الوكيل .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط