الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عودة زمن " ريا وسكينة "


تشير الأحداث الجديدة فى مصر أننا نعود الى مرحلة ما قبل عام 1922 وهو العام الذى تم القبض فيه على "ريا وسكينة" أشهر سيدتين فى العالم تخصصا فى خطف الفتيات والنساء لسرقتهن أو إبتزاز أقاربهن فى محافظة الأسكندرية , ولأن الإحصائيات الأخيرة تؤكد إختطاف أو غياب الفتيات دون سبب واضح لتعطى دلالة أننا فى مصر أمام ظاهرة يجب التوقف عندها ودراستها من كل الجوانب فى محاولة لكشف الألغاز التى تقترن بها .

كما أن ظاهرة اختفاء الفتيات تؤرق حال المجتمع المصرى لدرجة أن الأباء والأمهات فى القرى والتى تعتبر أماكن أكثر أمانا من المدن , أصبحوا حريصين على إصطحاب فتياتهم الى المدارس أو الدروس وأثناء عودتهم , كما أن كل الإحصائيات المعلنة من كل الجهات الرسمية وغير الرسمية غير دقيقة لأن كثير من الأسر لا تقوم بالإبلاغ خوفا على سمعة الفتاة كما أن كثير من الحالات تعود بسرعة لكونها غير مخطوفة , إلا أن الظاهرة تتطلب الدراسة فى الوقت الحالى .

ويعتبر عام 2017 بداية جديدة لإنتشار الظاهرة بشكل مخيف أكثر من أى وقت مضى ليسيطر على الجميع حالة من الرعب والخوف بعد تكرار عمليات إختفاء الفتيات والسيدات , وأصبحت الظاهرة غير مقصورة على مدينة بعينها بل امتدت لمدن ومحافظات عديدة وازدادت الأمور سوءًا بعد انتشار عمليات خطف الفتيات وتجريدهن من المجوهرات ثم طلب فدية مقابل الإفراج عنهن فى عدد من القرى والمدن .

وللأسف يتعامل أهل الفتاة المخطوفة مع المشكلة بتكتم شديد حتى لا تكثر الشائعات حول بنتهم , فقد ينالها إتهام أنها هربت مع عشيق ويلصق بها فضيحة حتى أخر عمرها , ويكون التكتم على الموضوع أول أساسيات التعامل مع القضية حتى إذا عادت الفتاة لا يلصق بها فضيحة أنها فتاة غير شريفة , ولهذا يعدل الكثير من أولياء الأمور عن إبلاغ الشرطة بعد غياب بناتهن حتى لا يصل الأمر الى وسائل الإعلام المختلفة وتصبح فضيحة لكل أقاربها , وهذا التكتم يكون غالبا سببا فى عدم عودة الفتاة نهائيا, أو عودتها بعد فوات الآوان بعد الإعتداء البدنى أو الجنسى عليها .

وفى كثير من الأحيان تهرب الفتاة مع من تحب ويكتشف الأهالى السبب الحقيقى للغياب حينما يبدأوا فى البحث عن الفتاة الغائبة , فسرعان ما يختلق الأهالى قصة الخطف كمبرر منطقى لغياب الفتاة عن منزل أهلها , وخاصة فى المجتمعات الريفية .

وتكثر القصص والشائعات ويقوم أصحاب الحبكة الدرامية بنسج قصص واهية تجعل من يسمعها يصدقها ويثنى عليها فتزداد الشائعات كالنار فى الهشيم ليصبح المجتمع مهدد بالأنهيار لمجرد وجود ظاهرة لم نجد لها حل جذرى على مدار الشهور السابقة ,

وتتجدد كل فترة تلك الظاهرة وتخرج قصة جديدة مربوطة بخطف فتاة جديدة فى مكان جديد ليتخيل الناس أن كل منطقة فى مصر بها سفاح يقتص من النساء والفتيات لأى سبب كان .

يا سادة ... علموا أولادكم أن " الحب ليس عيبا وإنما العيب هو البعد عن الأخلاق " , كما أن تضييق الخناق على اى فتاة ينتج عنه كوارث إما مفتعلة أو حقيقية وسواء هذا أو ذاك سينتج جرائم متنوعة بأشكال مختلفة مثل ظاهرة إختفاء الفتيات , كما أن الفتاة فى كل مراحل عمرها تحتاج الى الخبرات والإحتواء والتوجيه والتعليم وترسيخ قيم المساواة , لأن الإحتواء سيؤدى الى أن سلوك الفتاة سيكون فى العلن ولن يكون فى الخفاء الذى ينتج عنه كوارث .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط

-