الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

غرابيب سود ... وورطة المهاجمين ...!!


لوسائل الإعلام دور هائل في هزيمه الباطل وتمكين الحقيقة من خرائطنا المستلبة لو ركبت على طريق أهدافه صحيحة توقظ بوخزاتها الوعي الجمعي لعله يُعيد للحقائق المهجورة البوصلة ...

في هذا الإطار تتقدم جوانب مهمه كاشفه من مسلسل غرابيب سود الذى يذاع على فضائية M B C .. ليضعنا في مواجهة جاده مع بيت الأفاعي التاريخي الذى أعاد تموضعه في خرائطنا اليوم ...

فداعش التي ترونها في جغرافيا سوريا والعراق ونيجيريا وليبيا وصنعاء بخنجر كولومبي يبث الرعب في النفوس عندما ينعكس مع أضواء الغروب على رقاب الضحايا ليست أكثر من توثيق مصور لصفحات في تاريخنا مضت خلف ليل طويل طواه الأفاكون عندما منحوه ألقاب فتح وتحرير ونشر للهداية وتمكين للديانة دون وقفات نقديه لمواجهة التجاوزات الخطيرة التي وقعت بل ذهبوا بعيدا عندما أضفوا إليها مسحاة قدسيه هي ما تصنعه اليوم في وعي البسطاء من ازدواجية للمعاير يصاحبها ما يصاحبها من الخلل ...!

وإلا فالرمح نفسه والنطع ذاته ... وسحب الرؤوس من فوق الأعناق التي تمارس اليوم ليست أكثر من بروفه لمسرحيات صارت وسارت على نفس الأراضي وبذات النطاق من قبل دون أن ينبري حر يقول أن القتل والفتل إساءه بالغه لحقيقة الدين وتعدي مضنى على لمعان آيات البشارة التي تعلن بألا إكراه في الدين ومن باب أولى لا أكراه مطلقا في الحياة ...

ولكنها السياسة التي سرقت النصوص لخدمتها وأطلقت على الوعي الجمعي للشعوب جيل اللصوص فزوروا كل شيء تقريبا ..
يعود التزوير اليوم أيضا عبر مكر أموي يتخفى تحت شعار طائفي يريد منا أن نذهل عن الحقيقة ونحن نراها ... ونمجد المجرم وهو يرعبنا ... ونجعل التضحية بالأمن والأمان وهدم الأوطان أفعال مجيده تحتشد الشعوب على جانبي الطريق لتقدم لها ما تستحق من الإطراء التحايا وهي تسحقنا .. كالذي كان بالضبط ..!!!

رأيت ذلك ضروريا ونحن برحاب رمضان 2017 م الذى يقدم فيه مسلسل غرابيب سود مشير إلى بعض أفعال داعش الإجرامية دون أن ينغمس في أعماق إجرامها ولا يظهر بشاعة ما فعلته في الشعوب الآمنة والدول المستقرة تحت رايات زور سرقت منا مشاعر الأمل في المستقبل ..

ومع أن المسلسل لا يقدم كل الحقيقة المفجوعة ولا كل الهدم المروع ولا كل الفكر المشوه الذى حكمنا ولا زال يسيطر ولا كل البشاعات التي أخرجت الشعوب إلى البحار غرقى والشتات ضياعا ...

فإن المسلسل لم يَسلم من الغمز الأموي الذى يعيش في ضمائر الشعوب المسكينة خلف إرثها السلفي .. ولولا أننا شهود أحياء على ما تبثه اليوتيوبات المصورة لسرقتنا أكذوبة الغمزة الأموية بشيوخها المهاجمين للمسلسل وهي تحاول أن تحسن صورة داعش متهمة المسلسل بأنه مسيء للإسلام وأن منتجيه وممثليه ومخرجيه ومدبريه إنما ينتمون لطائفه إسلاميه أخرى غير أهل السنة التي خرجت منها داعش بالريات السود التي تظلل أفقنا اليوم ويدوي زئيرها بالشرر حول كوكبنا كله ..!!

هذا الهمس الطائفي يُراد منه أن نغفل عن الحقيقة لننخرط في الورطة الجديدة برفض ما نراه بأعيننا من أجل ترسيخ أوهام يتخيلونها لتبقى نفس صورهم في التاريخ المعادة ببشاعتها اليوم لامعة ومع أن لدينا نصوص تقول أن الحكمة ضالة المؤمن هو أولى بها من أي إناء خرجت

فقد تركوا الحقائق التي يشير إليها المسلسل وهي تصور جزء من ظلال داعش السلفية وطبيعة إجرامها الذى نعاني منه اليوم وذهبوا للهمس الطائفي بأن المسلسل شيعي .. في استخفاف لا يستوعبه جمله ما اشاعوه من مكر ..!

فما العيب يا ترى في أن يكون الحق لامعا على يد فرسانه من أي شق خرجوا ما داموا لم يميلوا بالحقيقة لتشويه الواقع أو تضليله ولا سيما والمسلسل لم يقدم كل الحقيقة بل بعضها لرعب ربما لا تتحمله بعض النفوس الضعيفة التي تسكن بيوت مبنيه وتعيش مستورة في منازل بالتقاليد والسكينة مرعية ..؟!

نحمد الله أن أفاءت علينا أوروبا باختراعات تكنولوجيه حديثه ساعدت على توثيق الجرائم بالصوت والصورة وإلا سرقنا الزعم الأموي السلفي إلى تسويق داعش وخلافتها على أنها فتح مبين يمضى بعصرنا الحديث على سنن الراشدين لتأتي بعد قرنين من الزمان وعلى عجل أجيال جديده غافله لم تشاهد المكيدة لتسبح بحمد داعش وتاريخها العظيم وما قدم على يد خلافتها من فيوضات أنقذت هذا العالم الضال من الضياع وأهدته الطريق من بين تلافيف الشتات ...!!

توقفوا عن تزوير الواقع بعدما استوعب التاريخ كل جهودكم

واتركوا للحقيقة التي نراها اليوم في وعي الناس موضع قدم .

وليستمر الإعلام الهادف في تأدية دوره وكشف بؤر الفساد المختبئة بين سطور سرعان ما تتحول كما نرى إلى سواطير ... ولنستعد لتقديم المزيد والمزيد من الغرابيب السود .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط