الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أورهان خلف يكتب : الرسالة الأخيرة من واشنطن

صدى البلد

"القوات الكردية المتمثلة بوحدات حماية الشعب YPG هي حليفة أمريكا وسنستمر في دعمها كونها هي القوة الوحيدة التي أثبتت جدارتها في محاربة الإرهاب ودحره".

كانت هذه التصريحات من أبرز العناوين التي سطرت الصفحات الرئيسية للصحف الأمريكية والعالمية بالإضافة إلى العربية.. فبعد التخاذل الذي ناله العم سام من الفصائل السورية المسلحة التي أشرفت قوات المارينز على تدريبهم لمحاربة التنظيمات الارهابية الراديكالية في عهد أوباما وتخاذلت في تطبيق وصايا ومآرب واشنطن في حربها ضد الإرهاب والتي قامت تلك الفصائل بدورها بتسليم ذخيرتها لجبهة النصرة والانخراط في صفوفها، تخوفت واشنطن من تمدد سيطرة الدب الروسي على مجريات الثورة في السورية وإفشالها دعما لنظام الحكم فيها ( النظام الأسدي ) وإنهاء أعمال الشغب ودور الإرهاب فيها.

سارعت واشنطن للبحث عن قوى بديلة لها شأن وموطئ قدم على الساحة السورية بعيدة عن قوات النظام وقوى المعارضة التي تتخذ من جبهة النصرة كفصيل عسكري تحت مظلتها.

ونتيجة تتالي تلك الأحداث وصراعاتها لمع بريق نجم الوحدات الكردية التي لم تتوانَ قوات التحالف بقيادة أمريكا بالتحالف معها كقوة شرعية محاربة للإرهاب نظرا لخبرة تلك الوحدات في محاربة أعتى التنظيمات الإرهابية ودحرها وأيضا لخلفية الانتصارات التي حققتها في الحسكة وسري كانييه (رأس العين ) وكوباني وتل أبيض وعفرين وغيرها من مدن شمال سوريا (روج آفا).

هذه الانتصارات والتحالفات شكلت هاجسا يمكن تسميته بالكردفوبيا الذي ظل يلاحق أردوغان حتى كشفت عن نواياه العدائية ضد الثورة السورية ببيعه حلب للنظام السوري نتيجة مقايضات مع روسيا وأيضا عدوانيته للكرد الذي استغل شتى الفرص للنيل من قواتهم في أكثر من محاولة وقصفه بالطائرات لجبل قره تشوخ في مدينة ديريك والدرباسية وعفرين وأيضا تل أبيض شاهد على ذلك .

لتعيد بهذه الهجمات أمريكا نظرتها لسياسة تركيا الطامحة لفشل حملات التحرير وعلى رأسها حملة تحرير الرقة التي رفضت واشنطن بالتنسيق مع الوحدات الكردية وقوات سوريا الديمقراطية التدخل التركي في حملة تحرير الرقة العاصمة المزعومة لتنظيم داعش والتي تعد تركيا الداعم الأكبر لها ليصرح أردوغان بعدها مباشرة بأنه حزين على التحالف الأمريكي الكردي الهادف الى تطبيق الخناق على قواته ( داعش ) وتحرير المدن منهم.

وهذا ما لم يعجب ترامب الذي بدوره أبدى سخطه من سياسة أردوغان المعرقلة للحملات التحررية ضد داعش بشكل غير مباشر وعلني.

فبعد استقباله لأردوغان مباشرة أمر ترامب البنتاجون بتسليح وحدات حماية الشعب YPG بشكل مباشر بالأسلحة الثقيلة المتطورة حيث هذه الخطوة لم تكن الأولى من نوعها بشأن تزويد الوحدات الكردية بالذخيرة والأسلحة المتطورة.

وبالتزامن مع وصول أردوغان أعتاب البيت الأبيض كانت طائرة المبعوث الأمريكي المختص بشؤون الكرد ( ثورة روج آفا ) بريت ماكغورك تطأ عجلاتها مطار كوباني العسكري ليجتمع مع القيادات الكردية السياسية والعسكرية والاطمئنان على سير حملة قوات غضب الفرات وسعيها لتحرير الرقة.

وبعدها توجه ترامب على الفور إلى السعودية ليعقد اتفاقات من شأنها أن تزيد من الاقتصاد الأمريكي أضعاف ما هو متوقع وبالتالي حضر المؤتمر الاسلامي الذي لاقى حضور اكبر الدول الاسلامية مع بقاء تركيا مهمشة كالعادة دون أن يكون لها اي اعتبار ممن عقدوا المؤتمر وحضروه، حيث كان الهدف الأول من عقد المؤتمر هو محاربة التنظيمات الارهابية الراديكالية المسلحة المتمثلة بتنظيم داعش وجبهة النصرة وغيرهم من الفصائل الإرهابية الأخرى .

كل هذه المؤشرات كانت لها نتيجة واحدة وهي فضح الدول الراعية للإرهاب والداعمة لها حيث كانت قطر أول ضحايا تلك الدول التي قامت وكالات الأنباء السعودية والإماراتية بكشف وثائق تثبت تورط قطر في قضية الدعم المالي واللوجستي للفصائل الإرهابية المسلحة بالتعاون مع تركيا التي لم تخفِ الأخيرة دعمها لقطر والتوقيع على قرار توزيع قوات تركية في قطر لمجابهة السعودية والإمارات والبحرين في حال أي احتقان عسكري ضد دولة قطر لحفظ ماء وجهها كي لا تكون هي الضحية الثانية من الدول الراعية للإرهاب وتصبح في مرمى ضربات الدول المحاربة للإرهاب وعلى رأسهم أمريكا.