الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السودان وقطر.. عمق الأزمة


تتميز العلاقات السودانية القطرية بترابط تدعمه شراكة اقتصادية عمادها المشاريع العملاقة التى طالت كل المجاﻻت وخاصة المحاﻻت الزراعية والثقافية والمشاريع التنموية فى مجال الطاقة وكذلك المجاﻻت القضائية والسياسية التى شهدت تحرك الدوحة الدائم للبحث عن صيغ توافقية بين اﻻطراف المتصارعة في السودان 

فى دارفور وقد بدأت العلاقات السودانية القطرية على واقع دبلوماسى خالص ثم اتسعت مع لعب قطر دورا آراه مرتبا ويحمل وﻻءات لأجندات إقليمية ودولية لأن كل المواقف يتم اتخاذها على واقع مساندة تيار الإسلام السياسي وتدعيم أجواء عدم اﻻستقرار فى المنطقة العربية وكذلك محيط مصر اﻻقليمى والعربى وانتهى اﻻمر لدعم واضح لبعض التيارات اﻻسلامية التى تحمل رايات بغيضة وﻻيمكن وصفها بأقل من اﻻرهابية لأن الواقع يؤسس على تواجد جماعات تتبنى أفكارا عمادها التكفير الوﻻء ﻻنفسهم فقط وكذلك فهم مغلوط لمعادلة السياسة والدين وعلى واقع تلك الحالة.
 
وكان القرار العربى بمقاطعة قطر من خلال مصر والسعودية والبحرين واﻻمارات على واقع اتهامات مؤكدة بدعم اﻻرهارب وتمويله بغرض تدعيم أجواء عدم اﻻستقرار فى المنطقة العربية.

وأصبحت السودان فى موقف صعب فبعد التخلى حتى وان كان ظاهريا عن ايران التى كانت حليفا استراتيجيا وتدعم سلطة وحكم البشير وتخفف من حده الحصار الدولى على حكمه واﻻنتقال الى حلف دول الخليح وعلى رأسه المملكة العربية السعودية بل وأعلنت انضمامها لعاصفة الحزم لمواجهة المد الشيعى وجماعات الحوثى في اليمن.

سرعان ما واجهت تحديا آخر يضعها أمام الدوحة وجها لوجه خصوصا وان الدور القطرى فى السودان له اهميته القصوى وهو ماعبر عنه البشير فى اكثر من مناسبة ولعبت قطر دورا محوريا فى أزمات السودان المتلاحقة وكان لها حضور دائم فى مفاوضات السلام وكذلك محاولة ارساء التقارب وخلق جو تعاونى بين النظام السوداني والتنظيمات السودانية والحركات المعارضة بالإضافة إلى تأثير قطرى واضح فى عملية اتخاذ القرارات التى يتبناها النظام فى السودان.

وخصوصا فى المحيط العربى واﻻفريقى مثل ملف سد النهضة والعلاقات مع مصر ويمكن وصف الموقف السوداني من حالة اﻻجماع ضد قطر بأنه على الحياد نسبيا وانا اراه على حاله اﻻرتباك وخصوصًا مع عرض الخارجية الوساطة للمحافظة على الترابط العربى ونبذ الخلافات وهذا ما يفسر بقاء الموقف الرسمى على حالة الحياد التى تعتبر جريمه مع كل التأكيدات التى تثبت دعم وتدبير قطر لما فيه الخراب والدمار للدول العربية وكأنها تدعم التوجهات التى تسعى للتقسيم.

... وحاصل القول فى النهاية فأن المصالح هى من ستحكم بنيه التوجه السودانى ومواقفه وهى تميل ناحية اﻻجماع العربى حتى وان كانت على غير توجهات النخبة السودانية. ...

وتلعب السعودية دورا فى ممارسة ضغوط من شأنها التأثير على القرار السياسي في السودان الذى يعتبر حتى اﻻن متوازنا فهل ستشهد اﻻيام القادمة قرارا يحافظ للنظام السودانى على فرص المناورة لتحقيق مكاسب اقليمية اخرى باﻻستغناء عن الدوحة ....

ارى ذلك قريبا اما العكس فيجعل السودان فى تحديات اقليميه ودوليه اخرى ناهيك عن ازمات الداخل الممتدة ....والأيام كاشفة

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط