الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحلام مشروعة لهجرة غير مشروعة


نسمع دوما عن الهجرة غير الشرعية والكوارث المترتبة عليها من موت مؤكد غرقا في المراكب وعلى الشواطئ. شباب كانت لهم في البداية أحلام مشروعة لكن بوسائل غير مشروعة.

الكثير تناول تلك المشكلة بزاوية واحدة وهي الخطورة وكيفية الحد من هذه الظاهرة التي راح ضحيتها العديد من خيره الشباب ذوي الأحلام المشروعة لكن السؤال هل الشاب الذي حلم بالعيشة الكريمة وبالمستوي الاجتماعي المناسب والأموال التي تحقق له المستقبل مذنب أم أنه ضحية ؟ هذا هو السؤال أعلم جيدا بأن من حق الشباب الحلم ولأن الأحلام مشروعة للجميع فلابد لتحقيقها أن تكون الأسباب والوسائل أيضا مشروعه.

الهجرة غير المشروعة أصبحت كابوسا يهاجم الجميع لما ترتبه من آثار سلبية علي الشباب أنفسهم وعلى الدولة أيضا بل أصبحت تهاجم وتدمر أيضا العالم أجمع . فبكل أسف يعتقد الشاب الذي يلقي بنفسه في أحضان البحر والامواج وربما ينجو من الغرق أنه سيعيش بأوروبا عيشة مرفهة ويحقق الحلم بمستقبل أفضل الذي طال انتظاره .

فهذا شاب ترك عائلته بعد ما باعوا الأرض وفقدوا كل شيء علي أمل السفر للخارج ليعوضهم ابنهم ما فقدوا إذا حالفه الحظ وكان من الناجيين .

وهذا آخر فقد حياته وضاعت معه الأحلام بمستقبل باسم ودمر عائلته من بعده وما بين هذا وذاك . سؤال هام . وماذا بعد ؟! نعم هذا هو السؤال ماذا بعد؟ فالشاب الذي نجي من الموت المحقق بعد ما تم استغلاله علي يد سماسرة الهجرة الذين تكسبوا علي جثث العديد من الشباب دون رحمة او ضمير رحلة الموت التي تتكلف الأموال الباهظة والعائلات التي تم تشريدها بعد ما سافر عائلها لأوروبا طمعا في نقود او رزق أكثر أو عمل افضل.

بعد عناء وشقاء والنجاه من رحلة موت مؤكد يجد الشاب نفسه في أحضان أوروبا الحلم والانبهار والمستقبل الجديد ويبدأ الشاب ينسج اولي خيوط أحلامه بالعيش والعمل وكان الحلم المشروع أصبح حقيقه . لكن بكل أسف يصطدم الشاب بارض الواقع ليصل إلي شوارع أوروبا ليجد نفسه وسط عالم آخر لا يعرف لغته ولا حتي طريقه التواصل مع الآخرين لا يجد مأوى له ولا صديق . يستقبله ثم تبدا رحله عذاب أخري يسطرها له المستقبل الذي حلم به والتغيير الذي وعد به اهله .

وتبدأ هنا رحلة المطاردة من رجال الأمن والهروب خوفا من الترحيل ثم يفاجئ بصعوبة السكن والعمل في بلد لا يعرف أحد فيها ولا يحد من يساعده او يدله علي الطريق السليم نعم هذه حقيقه ماهي غربة. يعني كل واحد مسؤل عن نفسه فقط . ليجد العديد من الشباب نفسه حائرا بين العوده أو الموت في شوارع أوروبا والحلم بحياه افضل او بالتنازل او بالاستغلال مقابل لقمة العيش .

تري لكل منبهر بأوروبا والحياه فيها أيهما أفضل ان تعيش ببلدك مكرما ام تموت بالغربه مهانا لا حق لك او اي مستحقات . قد اكون قاسيه بعض الشيء في تصوير الواقع لكنها الحقيقه التي يغفلها الجميع . فلكل شاب يحلم احلام شرعيه حقق حلمك بطريق مشروع .


استطيع جيدا فهم موقف الكثير والكثير من الشباب مع ضعف الظروف الاقتصاديه ومع الحلم بمستقبل افضل يراود الجميع وأستطيع أن أتفهم من لديه تعثر في المعيشه ويحلم بحياه افضل لكن علينا فهم الموقف جيدا أوروبا ليست الحلم كما يظن الجميع . علي الشباب ان يعوا جيدا بان المستقبل بيد الله . وأن الكرامه في بلدك تسوي أموال العالم ومافيه اذا جمعنا كل الطاقات البشريه بالعمل والجد وايضا بالمثابره نستطيع تحقيق الحلم المشروع لكن بطريق وسبيل مشروع.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط