الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

صرخة 25 مليون مواطن


القلب دائمًا يعشق كل جميل، ويأبى بطبعه أن يتحمل الواقع المرير داخل مؤسساتنا الصحية، خاصة المراكز والمعاهد المتخصصة في علاج أمراضه حتى وإن كان معُافى، فما ظنا بقلوب ابتليت بالأوجاع، وأصبح المرض يطارد أصحابها ليل نهار، يحاولون الهروب إلى مكان أكثر أمنًا أملًا في العلاج أو الشفاء، لكنهم دائمًا يفشلون ويواجهون المعاناة داخل هذه المستشفيات، التي ذادت مؤخرا إلي حد لا يطاق.

مؤشرات خطيرة رصدتها إحصائيات خرجت من منظمات طبية عالمية، أكدت فيها أن 25 % نسبة المرضى المصابين بأمراض القلب في مصر، أي بمعدل 25 مليون مواطن من إجمالي 100 مليون عدد سكان مصر الآن تقريبًا، في حين أن الأطباء نفوا هذه الإحصائية، وتوقعوا أن النسبة ربما تزيد عن 33%، وأكدوا أن العديد من المرضى لم يكتشفوا إصابتهم بالمرض، بسبب غياب الوعي، وتجاهلهم التحاليل والفحوصات الدورية التي يجب إجراءها من حين لآخر..

المألوف دائمًا ومن الناحية العلمية أن آلية مواجهة الأزمة يبدأ من علاج الجذور والقضاء على المسببات، ولكن ومع الأسف في بلادنا نواجه أزماتنا بعلاج الآثار فقط التي سببتها الأزمة، ونأبى تكليف أنفسنا بالبحث عن أسبابها الأساسية، وهذا كان واضحًا في مواجهتنا لزيادة معدل انتشار أمراض القلب، فتأخرت طوابير انتظار الجراحات داخل المستشفيات، وواجهت المستلزمات الطبية نقصا حادا، وارتفعت أسعار الأدوية المعالجة ارتفاعا جنونيا.

المختصون في علاج القلب أوردوا العديد من الأسباب التي أدت إلى زيادة معدلات انتشار أمراضه في نقاط، أهمها على الإطلاق زيادة الضغوط الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، نتيجة للازدحام والبطالة والعزلة الاجتماعية، والتي أدت إلى زيادة معدلات القلق والاكتئاب والميول العدوانية، بالإضافة إلى زيادة معدلات التلوث البيئي، واكتساب العادات الصحية السيئة كعدم الحركة، وتناول الغذاء غير الصحي الغنى بالدهون ووجبات التيك أواي والإسراف فى التدخين، مما تسبب في زيادة الضغط على المستشفيات، وزيادة طول طوابير الانتظار .

حتى المعهد القومي للقلب بالجيزة، أكبر صرح طبي معالج في مصر ، أصبح يخضع هو الآخر لمرحلة علاجية مهمه منذ عامين تقريبا ولم تنتهي، ما زال يشهد فيها عمليات تطوير شاملة، مع الأسف أثرت فى قوة العمل به، وأوقف العمل داخل غرف العمليات، الأمر الذي أدى إلى توزيع المرضى على مراكز جراحات القلب بالمحافظات، مما تسبب في إطالة قوائم الانتظار بها، وزيادة المعاناة..

علاج الأزمة ليست من مسئولية الدولة وحدها، وإن كانت مقصرة في تثقيف وتوعية الناس من زيادة معدلات انتشار أمراض القلب، وتوفير الحياة الكريمة لهم التي تقيهم مخاطر هذه الأمراض، بدلا من التوسع في بناء وتطوير المؤسسات العلاجية، فالمواطن أيضا عليه دورا كبيرا في حل الأزمة، سواء باتباع الممارسات الصحية السليمة للوقاية من المرض، أو الابتعاد عن مسببات المرض وتوعية الأبناء بها.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط