الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المواجهة الجادة ... تبدأ بالاعتراف ...!


فكرة الاعتراف في المسيحية تقابلها التوبة الصادقة في الإسلام .... !

كلاهما حالة تبدو فيها تعرية الخطايا والنظر إليها من الخارج كي تؤهلنا لاتخاذ موقف منها لنبدأ بعدها طريق لا تلتوي فيه تحت الأقدام نعالنا في سراديب المهالك مرة ثانية ...

هذا الاعتراف الذاتي بالخطأ حال وقوعه نحتاج إليه في السياسة وينشرح له قلب الاقتصاد ويبقى مشدودا لأهميته ترتيب الأمن الداخلي في أي وطن فيما يبقى الفهم الديني الذي ينوى تجديد الخطاب وإزالة الركام عبر مواجهة الخطايا هو الأكثر إلحاحا في طلب مثل هذا الاعتراف وتلك التوبة الصادقة عن جنايات موروث أورثنا المهالك عندما منحناه صفة المقدس وخلطنا فيه بين البشري والإلهي فعصمنا أخطاء بشر وهونا من حق صامد كان يجب أن نمكنه من الظفر ...!!

لكم هي مفجعة تلك اللوحة التى رُفعت بين أيدي سيدتين بعد أحداث باريس الإرهابية التى ضربتها موجة عنف سلفية في الجمعة الثانية من نوفمبر 2015 عندما صعدت اللوحة أمام عيون الكاميرات لتنقلها للعالم بلغة إنجليزية مرتبه تقول عند الترجمة - نريد أن نقاطع المنتجات العربية .. ولكنهم لا ينتجون شيئا ...- !!

هو خزي يختبئ خلف حروف أخرى تريد منا أن نكمل المشهد بسطوره وفواجعه عندما يود أن يستمر بقوله لأنهم لا ينتجون إلا العنف والإرهاب وخطاب كرائهي ينفر من الحياة فجعل للخراب ببلادهم ألف شارع وألف دار ..!!

الاعتراف بهذه المرارة مع جودة التشخيص ضرورة كي نبني عليها أصول المواجهة الجادة ...!

فالإرهاب الذي ضرب الطائرة الروسية وفقا لآخر تقرير لجهاز الأمن الروسي الذي أعلن أنه حصل على آثار متفجرات في الطائرة المدنية التى سقطت في 31 أكتوبر 2015 فوق سيناء أضحى واقعا علينا التعامل معه .... لتصبح منظومة التحكم والمراقبة والضبط والسلامة في حاجة إلى إعادة ضبط لزواياها وتفريغ ما نشب من خلل في خلاياها ومحاصرة رؤوس الفساد والإرهاب وسحق جماجمهم وبلا هوادة فليس أمن الأوطان مطايا للعب الصبيان ..!!

والإرهاب الذي يتقمص صورة الداعية ويعتمد على كتاب ملغوم بالفتاوى لشيخ تدينهم في حاجة إلى مواجهة تبدأ من الاعتراف بالفهم الخاطئ لجملة من القضايا الكبرى التى تحاول أن تبني تصورها على نُسخ موروثة لا إبداع يتجلى بالمعاصرة مع مفاهيم السلام والأمن والتعايش في السطور المقدسة ..!

والإرهاب الذي خذل سياستنا وجعلها تميل نحو ميزان تتعدد مكاييله للقضية الواحدة عندما يحكمها أفق طائفي أو عرقي أو مذهبي يحتاج إلى معالجة جادة تعود بالوجه الإنساني لدبلوماسيه تعمل بالقيم الأخلاقية الوازنة فتحمي الحق وإن لم يكن بصفنا وتدفع الباطل وإن جرى على يد صديقنا ...!!

والإرهاب الذي ينام بعروق مؤسسات الفساد الإدارية الإقتصاديه في حاجه جادة إلى مواجهة حاسمه تنقى الجهاز الإداري عبر المراقبة ... وتحسم الخلل في الملفات الإقتصاديهالتى تجعل القطط الثمينة تحمل مزيدا من اللحم على حساب جموع تتضور جوعا داخل نطاق يعاني من طعنات في صدر العدالة الإجتماعيه وما تنتجه من مآسي يستقطبها الإرهاب ويستثمر في باحاتها الخلفية فيما بعد ..!

وحتى لا تواجهنا في الساحات لوحة كتلك التى رفعت بين يدي سيدتين تدينان فيها عجز أمه وفشلها في أن تكون نافعة للحياة صالحة للأحياء ..!!

اليوم لابد لنا من الاعتراف والمواجهة .. وإلا فنحن على مدار الانقراض ندور دورة كاملة ستنتهي بسطر واحد يقول كانت هنا أمة آثرت خطاياها وعاشت حول جراثيم الموبقات التى قضت عليها ... ثم لوحة لمن بقى من الأمم الحية تحذرهم من المرور بنفس مسارها عندما يصبح بكتاب التاريخ عبرة فادحة .... الإصلاح يبدأ بالاعتراف ....
وإلا فالمصير نهايته واضحة لا تنذر بخير وسط ملامحه الكالحة .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط