الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أحداث الليلة 42 من عمر الجنين


ورد حديثان نبويان في صحيح مسلم تناولا أهم ما يدور من أحداث في الليلة الثانية والأربعين من عمر الجنين.. الحديث الأول يقول: "إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكا فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها، ثم قال يارب أذكر أم أنثى ؟ فيقضي ربك بما شاء ويكتب الملك".. والحديث الثاني يقول: "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد". الحديثان تناولا موضوعا واحدا وهو إرسال ملك إلى الجنين مكلف بعدة مهام منها تصوير الوجه وتحديد الجنس ونفخ الروح وخلق الأعضاء وكتابة الرزق والأجل والعمل، ولكثرتها توزعت المهام على الحديثين.

في الحديث الأول، الملك يذهب إلى الجنين في الليلة 42 "ليصوره" ويحدد جنسه، ويعطي إشارة البدء بخلق أعضائه، وهذا ثابت في علم الأجنة، لأن وجه الجنين في هذا اليوم يكون مشكلا من سبع شرائح منفصلة، تلتحم كلها بعد زيارة الملك ويتكامل الوجه في اليوم الثالث والأربعين، ويمكن للطبيب أخذ صورة واضحة له بعدئذ، ويمكن للقارىء فهم هذه النقطة إذا عرف أن هذا الالتحام قد تحدث فيه أخطاء يولد بها الطفل، كالشفة الأرنبية (المشقوقة).

والثابت علميا أيضا أن الأعضاء الجنسية الخارجية تبدأ في التمايز بين الجنسين من تلك الليلة، بعد أن كانت متشابهة قبلها، فنرى الملك يسأل ربه "يارب أذكر أم أنثى"، والملك عنده كل الحق في السؤال، فهو لا يعرف أنواع الكروموزومات، وأمامه الأعضاء الجنسية الخارجية متشابهة في الذكر والأنثى حتى اليوم 42، لكن في اليوم 43 وما بعده، يبدأ عضو الذكر بالاستطالة، ويتجه فرج الأنثى نحو شكله النهائي، ويمكن للطبيب إخبار الأم بنوع جنينها بثقة بعد ذلك اليوم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط