الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الدم المصري غالي


كنا تتساءل دوما كيف لهذه الدولة الصغيرة أن تكون لها القدرة علي تحريك الأمور في مصر..كنا نغضب دوما من غياب رد فعل رسمي أبعد من الشجب والإدانة..كنا نندهش من مطالبة الرئيس لنا بأن نكف ألسنتا عمن آذانا.. كنا نستبطئ عدالة السماء في الثأر لدموع الأرامل وأنات الأمهات الثكالي لكن كنا مخطئين في تقدير فاعلية الموجات الارتدادية لطوفان غضب المصريين في 30 يونيو فقد سقطت جماعة الإخوان رأس الأفعي وقد علمنا دائما التاريخ أن ما يسقط في مصر لا يقوم في غيرها.

كشفت 30 يونيو الغطاء عن أهل الشر وفضحت نواياهم وأسقطت أقنعتهم فبات العالم فسطاطين فسطاط يدعو إلي البناء والتواصل وتعظيم مساحات الاتفاق الإنساني بين الشعوب وفسطاط يدعو إلي افتعال معركة وهمية بين الإسلام والعالم لم يكن لها ضحايا سوى المسلمين أنفسهم وبأيدى من يدعون أنهم مسلمون.

نعم .. لقد تجرعنا الصبر والألم طويلا ومعنا رجال الجيش وابطال الشرطة الذين قدموا الروح مستبشرين بما عند الله من جزاء لكن لم نيأٍ يوما من روح الله  نعم.. تحملنا كل هذا في صبر وصمود يذكرنا بفترة حرب الاستنزاف التي حاول فيها العدو أن يضيق علي مصر اقتصاديا وعسكريا لتسقط بلا عودة وهو ما حاولت أن تعيده قطر وأميرها الأرعن حبيس قصره ولاجئ الأتراك والإيرانيين الذي لم يقتصر كيده الضعيف ضد مصر وابنائها بل امتدت خيانته الي أشقائه الخليجيين.

وفي وقت ظن فيه كل المتآمرين أن مصر تلفظ أنفاسها وستنشغل بتضميد جراحه طويبلا أطلقت مصر وهي مازالت مكلومة بتضحيات أبنائها صيحات التحذير وقرعت أجراس الخطر مخاطبة العالم بأن نار الإرهاب ستطالكم في عقر داركم ولم تصغ أوروبا ولا أمريكا لصوت مصر المستبشر للآفاق إلا بعد أن تحققت رؤية مصر واكتوي الجميع بنار الإرهاب المدعوم بمال قطري والمستعرة نيرانه بدعم لوجيستي تركي والمتواصل بدعم إيراني خبيث.

ولأن الدم المصري غالي فقد قررت مصر أنه قد حان الوقت إلى الانتقال من خانة المتلقي للهجوم إلى خانة المبادر بالهجوم وانتقل تأثيرها إلى كل موقع ظن فيه الإرهابيون أنهم في منأى عن يدها  تأخذ القصاص لشهدائها.. قررت أن تطهر الشرف العربي من نجاسات ابن موزة اللئيم وعصاباته وأذرعه من التنظيمات الإرهابية.. قررت أن تضع العالم أمام مسئولياته فطاف الرئيس دول العالم في تنسيق عربي لم نعهده منذ حرب أكتربر المجيدة لترد مصر والعرب الصاع صاعين بإعلان مقاطعة قطر وانتبه إلأى التوقيت الذي تزامن مع ذكري نكسة يونيو وكأن مصر تكرر النداء لمن ظنوا أنها ماتت في هزيمة يونيو لهؤلاء الذين ظنوا أنها ماتت مجدد في موجات الربيع العربي المشئوم وبوحدة تحرك عربي نادر ما يؤكد أن مصر تحول عثراتها إلي قوة دافعة.

 لقد أحكم الحصار علي أئمة الإرهاب وضاقت عليهم الأرض بما رحبت في قطروغيرها وشعر شركاؤها بالخطر فتخندق معهم علنا الأتراك والإيرانيون وها نحن نرقب مصير تلك الفئة الباغية فساعات وتنتهي مهلة مصر والعرب ليدفع هؤلاء ثمن الدم المصري الغالي لتقر كل روح شهيد ويهدأ قلب كل أرملة ويطمئن قلب أمهات الشهداء..عاشت مصر.. وعاش العرب.. وعاشت الإنسانية المبنية علي التعارف لا الاختلاف ليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط