الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

زينب البحرانى أبعد ما يكون عن المعرفة والإدراك


للأسف ... وللأسف ألف مرة أنى أبدأ مقالى بالأسف , لأنى قرأت مقالا كان لا يستحق القراءة وتضييع الوقت لما فيه من إفتراء وتعالى على مصر أم الدنيا وشعبها الأصيل الذى إحترم نفسه فإحترمته الشعوب ووضعته قنديلا يضىء أمامها تتعلم منه , فلا أدرك يوما أن كاتبا مصريا تتطاول على أشقاءه العرب فى أى دولة عربية ولكن ما كتبته زينب على البحرانى الكاتبة السعودية فى مقال تحت عنوان " ما يعرف ولا يقال " , يستحق الرد عليه بما تستحق هى , وما يبدو عليها من كتابتها أنها حديثة العهد بالكتابة , فاللغة الأدبية غير موجودة فى كتابتها ولكنها تسرد إدعاءات وإفتراءات وأكاذيب لا تبتغى منها إلا شهرة زائفة , والشهرة لن تلصق بالمدعين ولكنها تكون من نصيب المبدعين.

هذه الكاتبة صاحبة الأظافر الناعمة فى عالم الكتابة لو عرفت مصر جيدا , لكانت فكرت ألف مرة قبل أن تُخرج صرفها الى النور , ولو قرأت عن مصر كتابا واحدا لعرفت أن ثقافتها السابقة التى إكتسبتها دون أن تتعمق فى التاريخ المصرى لونها أسود بسواد الظلمة والجهل الذى تعيش فيه , والعنصرية التى تحيا بها والتعاسة التى تظهر بين سطور كتاباتها والبعد عن الحقائق والمعارف والمعلومات التى لم تكلف نفسها بالبحث عنها وإكتفت بما رأته فى أحلام النوم واليقظة معا.

ولم يعد بالإمكان التغاضى عن التجاوز الذى مارسته البحرانى وخاصة أنه طال مَنْ فى مصر جميعا حكومة وشعبا على نحو من المقدر له أن يكون هذا المقال عونا للخونة والإرهابيين ومن لا يريدون لمصر الخير ولا أن تخطو ناحية المستقبل , وكأنها مدعوة من مخابرات دول أجنبية لنشر الفوضى والسلبية لدى المواطنين فى مصر والمملكة العربية السعودية معا , لأن المقال قد نال من الدولتين وعلاقتهما الممتدة عبر العصور.

كما أن هذا المقال يحتوى على تحريض ضد المصريين فى السعودية على إعتبار أنهم يقاسمون السعوديين أنفسهم لقمة العيش فى توقيت تكتظ فيه السعودية بالبطالة .. وإشعار المواطن المصرى بعدم الأمان فى السعودية وهذا يعد أشد أثرا على نفسية المغترب وعلى نفسية باقى الأجانب فى السعودية , فالكاتبة التى أرادت عنترية إذا إعتبرنا أنها كتبت مقالها بحسن نية , فكتبته برسالة عمياء ودون أن تجمع المفاهيم والأفكار والمعلومات والمعارف التى يكتسبها المتلقى قبل أن يرتقى إلى صفة الكاتب.

وإذا تعمقنا أكثر فى الروث المكتوب لأدركنا أنها لم تكلف نفسها للحظة واحدة أن تبحث عن جذور الشخصية المصرية وإدراك العديد من المزايا والقيم الراسخة كالجبال فى قلب ويقين كل مصرى مثل التدين والإعتزاز بالشرف والأصالة والبحث عن الذات والتمسك بالحق وعدم التفريط فى الأرض وحماسة الفكر والنخوة والإيمان بالحق , كل هذا يرجع لإرتفاع نسبة الوعى المترتب على التعليم من أساتذتنا الذين نصدرهم إليكم لتشربوا من نفس ما نهلنا منه وليس من أجل جمع المال فقط , فالمعلم المصرى شخصية غير متكررة بفكره وعلاقته بطلابه وأخلاقه وموقفه من قضايا الوطن فى الداخل والخارج وما أكثر السعوديين الذين تعلموا وتتلمذوا على أيدى معلمين مصريين ولا أظن انك واحدة منهم.

ولأن مصر فضلها على كل دول العالم وليس دول المنطقة العربية فحسب , فليس عيبا حينما تمر بظروف صعبة أن تمد لها الدول يدها من باب رد الجميل , وليس عيبا أن نبعت بالمعلمين والأطباء والمهندسين والحرفيين إليكم , ذلك لأن كل هؤلاء يشاركون فى صنع نهضة بلادكم التى نعتبرها فى الأساس هى بلادنا , وعليكى أن تعتذرى وتقدمى الشكر لمصر بدلا من اللوم وتقليل الشأن , ولا أحد يستطيع تقليل شأن مصر.

أيتها الفتاة التى لا أعلم عنها شىء سوى مقالها العقيم بالفكر والإبداع والأدب لا بد أن تدركى أن مصر تعتبر من أقدم المجتمعات البشرية التى عرفها التاريخ من حيث النشأة والإستمرارية وإن تاريخ مصر قاسم مشترك لكل مناهج التاريخ فى كل دول العالم بما يحمله من قيم حضارية وجمالية ودعوة للسلام والخير ... والحضارة المصرية نموذجا للتفرد والنبوغ الإنسانى المبكر الذى سبق الكثير من المراكز الحضارية فى العالم , لدرجة أن العالم إعتبر إن المصريين أفرادا خارقين لأنهم تميزوا بقدرات تفوق قدرات البشر العاديين , كما تمتعوا بأحاسيس إنسانية تفوق باقى البشر.

ولا شك أن المجتمع المصرى يعيش بعض الصعاب خلال هذه الفترة ولكن شأنه شأن المجتمع العربى بالكامل بما فيهم المملكة العربية السعودية , ولكن الصعاب التى يعيشها المجتمع المصرى لم تحدث فيه إضطراب أو تنافر أخلاقى يسمح لنا بكتابة السوء عن دولة أخرى نكن لها ولشعبها كل إحترام وتقدير مثل السعودية.

ياسادة ... إن هذه المدعية لم تكن تحلم فى يوم أن يلتفت إليها أحد ليس فى وطنها فحسب ولكن تطاولها على دولة بحجم مصر أعطاها شهرة زائفة , ولكن هيهات أن تصل هذه المدعية وأمثالها الى أغراضهم الخبيثة , لأن مصر التى هى دوما قبلة لكل من يريد الإنطلاق الى العالم بالفن والجمال لن يهبط أبنائها الى مستوى هذه المدعية للرد عليها وعلى كلامها المسموم.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط