الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الإرهاب = قطر+ تركيا + إيران


قطر ليست وحدها، ولم تقم بما ولا تزال تقوم به وحدها، ولا تغرد خارج البيت العربي والخليجي من عبث، حتى أنها أسرعت الخطى مؤخرا بنشر سموم العصابات الإرهابية، بعد وصولها إلى نهاية خط مرسوم بدقة بدأ منذ العام 1995؛ أي منذ الانقلاب الشهير في العائلة المالكة القطرية.

فمنذ ذلك الوقت وقطر هذه الدولة الصغيرة جغرافيا وسياسيا بدأت بوضع الأسس التي ستمكنها، كما تعتقد على اعتلاء المنصب الأكبر في المنطقة، من خلال تحالفات مع إيران وتركيا، رغم كل التوترات بين دول المنطقة وهذين الحليفين، وليس سرا بان الدول الثلاث قامت طيلة السنوات الماضية بدعم الجماعات الإرهابية كل حسب إمكاناته وموقعه السياسي والجغرافي.

وباختصار شديد وعلى سبيل المثال، فإيران دعمت وساندت بقايا تنظيم القاعدة الهاربين من أفغانستان وإيران، حيث احتوتهم وقدمت لهم اللجوء الأمن، إلى أن انطلقت شرارة الأحداث في المنطقة، فانطلق هؤلاء من إيران باتجاه سوريا والعراق بدعم قطري مالي كبير، وبمساندة تركية لوجستية وسياسية، حيث أمن أردوغان الانتقال الأمن إلى الداخل السوري والعراقي من خلال أراضيه.

قطر لم تكتف بدعم الجماعات الإرهابية المحسوبة على الطائفة السنية حول العالم، بل قدمت الدعم لحزب الله، وذلك تحت غطاء مساندة الشعب اللبناني في العام 2006 وما بعده، كما وفي نفس الوقت دعمت إيران ماليا خلال الحصار الدولي المفروض عليها، من خلال اقتسام أموال واردات مادة الغاز الطبيعي المستخرج من الحقول القطرية، ليتبين أن جزء من هذه الكميات كان يستخرج من حصة إيران بالحوض القطري - الإيراني المشترك.

وبعد ما سبق اصبحت الصورة كالاتي: المنطقة مقسمة بين جماعات متطرفة سنية وشيعية والأوامر تأتي من الحلف الثلاثي أي قطر - تركيا - إيران، ليتم خلط الأوراق والتلاعب بمصائر الشعوب كيفما شاءت اللعبة السياسية.
وبدأت اللعبة بالانكشاف في المناطق السورية التي سلمتها العصابات المسلحة المدعومة من قطر إلى قوات حزب الله والحرس الثوري الإيراني تحت حجة المصالحات، وتمثلت أيضا بدعم هذه الجماعات الجيش التركي بتوغله في الأراضي السورية بحجة القضاء على الإرهاب، والخطر الذي يتمثل بالقوات الكردية التي تقاوم، وتحرر سوريا من تنظيم داعش، علما أن العديد من المناطق التي كانت محتلة من قبل عصابة داعش سلمت دون إطلاق طلقة واحدة إلى العصابات التركية - القطرية.

وبالتوغل أكثر ربما يجب أن نعود إلى موقف زعماء الإخوان المسلمين بما يسمى الثورة الإسلامية في إيران، والمواقف الإخوانية الدائمة القرب من التوجهات التي يضعها الحرس الثوري الايراني، وحينها ربما لا يعود للتعجب من مكان لدى رؤية التحالفات الجديدة التي بدأت تظهر إلى السطح، والتي أبعدت قطر عن حضنها الخليجي الطبيعي على حساب التحالف القديم - الجديد.

المعركة مع قطر ليست إلا واجهة للمعركة العالمية مع الأرهاب بكل أفرعه، وربما الفترة المقبلة ستكشف المزيد من تفاصيل المؤامرات التي حيكت ضد دول المنطقة، والتي وضعت من قبل غرف مخابرات الدول الثلاث.

وللحديث تتمة...
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط