الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الطبقة المتوسطة والدعم‎


التعريف التقليدي للطبقة الوسطى هو أنها الطبقة التي تقع بين الطبقتين العليا والدنيا أي في أواسط الهرم الاجتماعي، فبحسب عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر، فإن الطبقة المتوسطة هي الطبقة التي تأتي اقتصاديًا واجتماعيًا بين الطبقة العاملة والطبقة العليا.

تعتبر الطبقة الوسطى «تاريخيًا»، بمثابة صمام الأمان لأي مجتمع بشري، ويجب أن يكون توجه مؤسسات الدولة في مصر هو زيادة عدد هذه الطبقة وحجمها، لأنها المصدر الطبيعي والأهم للاعتدال الثقافي والديني والإجتماعي والأمن والأمان المجتمعي.

والطبقة الوسطى هي المصدر الرئيسي للحراك المجتمعي وذلك لأنها ليست تحت ضغط العوز، الذي يجلد ويطحن الطبقات الفقيرة، مما يجعلها شبه مستقلة في قراراتها وثابتة علي مواقفها ، وبالتالي هي الشريك الرئيسي في مسؤولية بناء الدولة ومحاسبة الحكومات.

وفي بلدنا العزيزة مصر هناك مشكلة لا تخطئها الأعين تتمثل في عدم تكافؤ الفرص، وهو ما لم يمنح بلدنا إمكان الاستفادة من الطفرة الاقتصادية الهائلة التي مرت بالعالم أجمع. هناك ضرورة «ملحة» في ظل الغلاء العالمي الفاحش وتزايد الحاجات، إلى وجوب الحفاظ على الطبقة المتوسطة، التي أشير بمنتهي الإصرار علي تآكلها في مصر نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة وغلاء المعيشة والسكن والدواء وتدني الرواتب.

تعتبر الطبقة الوسطى في أي بلد في العالم بمثابة صمام أمان اجتماعي، ما يفرض على مؤسسات الدوله المضي نحو تبني الأعمال والأفكار الإصلاحية والإنمائية وفق مشاريع محورها الطبقات الوسطى ورفع مستوى الطبقات الفقيرة لكي يتحقق الأمن والرفاه والاستقرار المجتمعي،وأيضا يجب إعطاؤها الأولويه في إعادة تطوير وهيكلة منظومة الدعم علي أن لا تتحمل المزيد من الأعباء لحساب الطبقات العليا أو محدودي الدخل وإلا فإن الأوضاع الأمنية والاجتماعية ستكون «غير مطمئنة» وقابلة للانفجار.

من المعلوم أنه في حال تآكل الطبقة الوسطى ستصبح الأحوال المدنية «خطرة» والجريمة كبيرة، فمن دون هذه الطبقة لا يمكن للمجتمعات النهوض وفق هيكل اجتماعي حضاري.

هناك أهمية بالغة للطبقات الوسطى . إن استمرار تآكل هذه الطبقة سيجعل شعب أي بلد يغامر ويقامر بحياته من أجل العيش ولو ارتكب أنواع الجرائم في سبيل الكسب وتجاوز الفقر والعوز.وطبقة الأغنياء في الغالب مشغولة بجمع ثرواتها وزيادة أرباحها وتوجيه الاقتصاد لمصلحتها على حساب جيوب غيرها. أما محدودو الدخل والطبقه المتدنية اقتصاديًا، فتكاد تنحصر همومها اليومية في تأمين لقمة عيشها لاستمرار حياتها، مما يبعدها عن التفكير بهموم الوطن ، والنتيجه الطبيعيه لتآكل الطبقة الوسطي أنه سيصبح هناك «عالم مستبد» خاص بالأثرياء و «عالم تعيس» خاص بالفقراء، والمؤشرات توضح أن الطبقة الوسطى في الوقت الراهن «شبه مهددة» وتعاني صعوبات جمة، مع بروز ما يسمى «أغنياء الأغنياء»، وجشع التجار وفحش الغلاء.معظم التوقعات تشير إلى استمرار وتيرة الغلاء خلال السنوات المقبلة، ما يعني أنه في حال عدم لجم التضخم وتدني سعر العملة بأفكار استثمارية وتجارية ومالية وفق انفتاح اقتصادي ومشاريع وطنية، بل وأيضا توجيه بعض برامج الدعم المميز لهذه الطبقه لن يتم التمكن من حل المشاكل الاقتصادية وسيستمر مسلسل «انهيار» الطبقة الوسطى.

أعتقد أنه يتوجب على مؤسسات الدوله المسارعة إلى العمل سويًا لوقف تآكل الطبقة الوسطى، وفق برامج مؤثرة تعيد بناء المجتمعات وفق سياسة اقتصادية متوازنة تتمكن من تقليص «الفوارق الطبقية» بما يساعد على تكوين قاعدة أساس صلبة للمجتمع.

الأكيد أنه كلما كانت الطبقة الوسطى هي الأكثر عددًا بين طبقات المجتمع، فإن المستقبل سيكون واعدًا وقادرًا على بناء الإنسان وخلق تنمية متوازنة، وأخيرا أحب أن أؤكد أن الطبقه الوسطي تحتاج بعض برامج الدعم التي يكون معيارها عدد الاولاد في الأسره والعمل الرسمي ونقاء صحيفة الحالة الجنائيه والالتزام بكل الرسوم والضرائب المطلوبه.

وعدم تركيز كل برامج الدعم الي العواطليه الذي ينبارون في الإنجاب والسوابق والعاملين بالسوق غير الرسمي وإلا فسيقع المحظور ونستيقظ علي مجتمع فيه صراع دموي بين الطبقات العليا والطبقات العمالية المتدنية... وتحيا مصر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط