الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تركيا واللعب في الوقت الضائع


احتلت الأزمة القطرية مكانة اقليمية ودولية بعد حالة العزلة التي تتعرض لها من قبل الدول العربية خاصة السعودية والبحرين والامارات وكذلك مصر التي لها مكانة مميزة في المنطقة. دور مصر في ريادة المنطقة بارز ولا يمكن الاستهانة به مطلقًا لما له من تاريخ عميق وثقلها الاجتماعي والسياسي والعسكري، كانت ولا تزال مصر البوابة الرئيسية لمعادلة التوازن الاقليمي في المنطقة وهي الإسفين الذي ترتكز عليه دول المنطقة في وجودها وسيرورتها.

التحالف الذي تبنته مصر لجرّ قطر إلى السرب واخراجها من مستنقع تمويل الارهاب والارهابيين، تقع على عاتقه مهام جسام وكبيرة وهذا ما نلاحظه بتوجه معظم الدول المعنية بعقد اللقاءات في مصر للتوصل إلى حل لهذه الأزمة العربية العربية بعيدًا عن التدخلات الاقليمية. خاصة أن تركيا تريد وتبحث عن دور لها في هذه الأزمة لزيادة الأزمة تعقيدًا وعملت على ارسال قواتها العسكرية إلى قطر لحماية التحالف القديم بينهما وخاصة في مجال دعم الارهاب وزرع الفتنة بين الدول العربية.

تركيا التي تحاول اللعب في الوقت الضائع تبحث عن أي نجاح سياسي أو عسكري في المنطقة خاصة بعد فشلها الذريع في سوريا والعراق. وأن الأزمة الداخلية التي تعيشها أوشكت على الانفجار بعد حالة الغضب التي عمّت المعارضة التركية لمشاريع أردوغان الديكتاتورية في تركيا والمنطقة على حد سواء.

تتسابق إيران وتركيا بارسال قواتهما إلى قطر والهدف منه هو العملية الاستباقية لما سيحدث داخل كِلا البلدين، خاصة أن إيران أيضًا تلاحقها العقوبات الأمريكية بسبب برنامجها النووي وتدخلها في سوريا والعراق، وأنها تدرك أي إيران أن اللعب خارج ملعبها سيكلفها القليل من الخسائر فيما لو انتقلت المناوشات على أراضيها. كذلك تعمل تركيا في اللعب خارج أراضيها وتصدير الأزمة الداخلية للخارج وإلهاء شعوبها بالحروب الخارجية وتعويم فاشيتها ودكتاتوريتها في الداخل. لا تختلف إيران عن تركيا بشيء سوى المذهبية التي تعتنقهما. فالاثنتان تحملان نفس العقلية التوسعية والاقصائية وتعملان على بسط نفوذهما بقدر الامكان وتحلمان بما كانتا عليه في السابق من امبراطوريتين الفارسية والعثمانية.

لكننا ندرك أننا نعيش في القرن الواحد والعشرين ولنا في القرون الوسطى وأن زمن الامبراطوريات قد ولى من دون رجعة. وأن هذا الزمن هو زمن الشعوب التي تبحث عن كرامتها وحريتها وذاتها المجتمعية التي لا يمكن الاستهانة بها أبدًا.

ستفشل تركيا وكذلك ايران في مشاريعهما التوسعية ولن يكون بمقدورهما اللعب على الوتر الطائفي والمذهبي والقومي، لأن الشعوب استفادة مما حصل في سوريا والعراق واليمن وليبيا. وندرك جيدًا أن العقلية الدكتاتورية تبحث دائمًا عن عدو خارجي لتصدير أزماتها الداخلية، وهذا ما تشهده إيران وتركيا من خلال دعمهما لقطر التي كانت وما زالت تمول الارهاب والارهابيين. وأن تركيا وإيران ومن خلال مساندتهما لقطر تثبتا ثانية أنهما الراعيتان الرئيسيتان للارهاب والارهابيين وما حلّ في المنطقة.

كل الآمال معقودة على مصر وكل الأنظار متوجهة إليها وما سيكون ردها على هذه التدخلات الايرانية والتركية في الشؤون الداخلية للدول العربية. وندرك جيدًا أن التاريخ هو المعلم في معرفة الحاضر والمستقبل. والتاريخ يخبرنا بأن مصر كانت وما زالت هي القوة الضاربة في المنطقة وأن تركيا ما هي إلا ظاهرة وقتية لا يمكن لها الاستمرارية في وجودها لأنها عنصر غريب ومجهول التاريخ في المنطقة وأن وجودها كان بالقوة وزوالها لن يكون إلا بالقوة أيضًا.

لذا، تحاول هذه الأطراف تركيا وقطر في دعم الارهاب والارهابيين في مصر الذين يقومون ببعض العمليات الارهابية لترهيب المجتمع، وهذه المحاولات لن يكتب لها النجاح مطلقًا لأن الجيش المصري أثبت وجوده وقوته في بداية الربيع العربي التي أرادت لمصر أن تنهار، لكن الجيش قال كلمته في أن مصر هي التي ستبقى وستزول الدول الداعمة للارهاب والارهابيين التي لا تاريخ لها سوى تاريخ حافل بالتدمير والقتل والارهاب.

نعم، ستزول تركيا وقطر التي لا حضارة لها سوى مدنية القتل والفاشية والدم وتمويل الارهاب، وستبقى مصر التي هي تاريخ المنطقة التي علمت الآخرين الحضارة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط