الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قطر.. جزيرة الأحلام المستحيلة!


قطع العلاقات العربية مع الدوحة في عملية عزل سياسي لنظام حاكم في قطر، فقد آليات الحكم الرشيد، فأصبح يلهو بمقدرات الأمة العربية والاسلامية مع سبق الإصرار والترصد، بريق الأحلام المستحيلة زغللت عينه وفتحت شهيته لدعم الإرهاب والمشاركة في إراقة دماء عربية والمساهمة في تقسيم وتفتيت المنطقة، ليصبح أداه من أدوات الحرب التي يستغلها كل الحالمين الطامعين في المنطقة.

فبعد حرب الخليج وانقلاب الأمير السابق لإمارة الإرهاب حمد بن خليفة آل ثاني علي أبيه خليفة آل ثاني أثناء سفره إلى الخارج وبالتحديد عام 1996، أصبحت قطر الوكيل الرسمي لأمريكا وإسرائيل في المنطقة وهذا بعد أن استقبلت قطر الصغيرة القاعدة العسكرية الأمريكية الأكبر في المنطقة وهذا طبعا لحمايتها من اشقائها العرب بعد أن أصبح الجميع ينظر لهذا الابن العاق نظرة سخط، وأيضا بعد محاولة الأب خليفة آل ثاني من العودة الى الحكم بمساندة من اولاد أخية، الأهم في هذا العام أيضا هو إدراك الأمير الجديد حينها حمد بن خليفة أن الإعلام سلاح المعركة القادمة، خاصة بعد ان نجح انقلابه على أبيه عبر مسرحية تليفزيونية شهيرة خدع بها الشعب القطري، بعد أن قام بتسجيل حفل ضخم أقامة وعزم فيه كافة العوائل القطرية، وايضا سفراء الدول في الدوحة وتمت إذاعة هذا الحفل على أنها مباركة من هؤلاء للحاكم الجديد.

الأمير المنقلب على أبيه أعجبته اللعبة، وبمساندة أمريكية إسرائيلية أسست قناة الجزيرة ليطل علينا عبرها زعماء الجامعات الارهابية، وتبدأ أداة الفتنة فى العمل لتخريب العقول وبث السم فى العسل ونشر الفوضى ودعم الإرهاب.

هناك تاريخ وعام آخر محوري وقد يكون أيضا الأخير في حكم تميم لقطر وهو العام الحالي فبعيد عن المقاطعة وخطورة انزواء قطر بعيدا عن عالمها العربي، فارتمائها في أحضان تركيا وإيران قد يبدو طبيعيا ولكن الخطورة تكمن بعد أن حدث اتصال هاتفي مؤخرا بين تميم والرئيس الإيراني روحاني، واتفقا علي إنشاء قاعدة عسكرية ايرانية في قطر!

نعم قاعدة عسكرية ايرانية في الخليج العربي، وهو الأمر الذي لا يعقل ويكاد لا يصدقه عاقل، الى هذا الحد تكره قطر جيرانها العرب؟

الخطورة الحقيقة من إنشاء القاعدة العسكرية الإيرانية في قطر لا تكمن كونها تهدد محيطها العربي، ابدا فهذا غير وارد، خاصة أن هناك تحالفا عربيا بين دول اربع مجتمعة هي أقدر علي ردع إيران وقطر، ولكن الخطورة الحقيقة باتت على قطر نفسها فبعد أن تصل قوي الحرس الثوري الإيراني الى الأراضي القطرية قريبا لإنشاء قاعدتها العسكرية سيصبح هناك ثلاث قوي عسكرية متنافرة على رقعة صغيرة من الأرض وهذا بوجود القاعدة الأمريكية والإيرانية وايضا التركية.

الخلاف والعداء بين أمريكا وإيران لا يحتاج توضيحا وتحرك هذه القوات في مجال جوي وبحرى قد يشعل الأزمة، أما تركيا وإيران فقد يبدو الأمر طبيعيا ولكن في بواطن الأمور فلكل منهم حلم، فاردوغان أرسل جنوده من أجل التمهيد لحلمه العثماني في المنطقة، أما روحاني فأرسل حراسه من أجل حلمه الفارسي والمتمثل في الهلال الشيعي، وإذا شعر أحدى الطرفين ببذوغ حلم الآخر ليحتل صدارة المشهد وربما ستكون الحرب الإيرانية التركية بفتنة أمريكية ورعاية إسرائيلية للتخلص من أحلام تزعج في الواقع الحلم الصهيوني بإنشاء دولتهم المزعومة من دجلة لنهر النيل وهذا وفق بروتوكولات صهيون.. اذا امريكا وإيران وتركيا علي جزيرة الإرهاب في انتظار صراع عالمي جديد، لتصبح قطر أرض المعركة القادمة.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط