الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر الرقم الصعب في صفقات القرن !!


من الواضح أن لكل قرن صفقة تغير ملامح خريطة العالم ، ورغم أن صفقة القرن الماضي حملت أغراضا خبيثة ونتج عنها تشوه في منطقة الشرق الاوسط بسبب زرع الكيان الصهيوني بداخله ، إلا أن صفقة القرن الحالي تحمل نواياه حسنة وتطمح لإعادة الحق لأصحابه بعد ان انتزع منهم بصفقة خسيسة بلغت من العمر الآن مائة عام الصفقة التي بدأت تطهي في إنجلترا في العقد الأول من تسعينيات القرن الماضي بعد الحرب العالمية الأولى وبالتحديد بعد أن طلب مؤسس الجماعة الصهيونية مساعدتهم في إنشاء وطنهم المنشود في الوقت ذاته شاخ النظام العثماني.

وأصبح السلطان المريض يترنح وبدأ حراك نحو دوله تركية حديثة بعد ان صعد نجم كمال الدين اتاتورك ، فرنسا وانجلترا انتهزوا الفرصة وقرروا ان يقسموا التركه العثمانية وبالفعل اجتمع كل من الدبلوماسي الانجليزي مارك سايكس والدبلوماسي الفرنسي فرانسوا بيكو في عام 1916 ووضعوا اتفاق سري لتقسيم الهلال الخصيب هو ما عرف باتفاق سيكسبيكو لتقسيم المنطقة ، روسيا فضحت نوايه إنجلترا وفرنسا بعد ان تم استبعادها من هذا الاتفاق رغم ان الإمبراطورية الروسية حينها باركت الاتفاق في البداية ، وبعدها خرج كتاب تشرشيل الأبيض ليبرر الاتفاق ويدافع عن نوايه سيكسبسكو .

وبالفعل تركيا الحديثة بدأت تتشكل مع أوائل العشرينيات من القرن الماضي وانشغل كمال الدين اتاتورك بتنظيم دولته الجديدة من الداخل وترك الإنجليز والفرنسيين يقسمون دول الشام والحجاز وبقيت القدس وفلسطين منطقة مشتركة الحماية وبالفعل أقرت الأمم المتحدة الحدود الجديدة ، كل هذا والجماعة الصهيونية في إنجلترا في إنتظار ساعة الصفر للتحرك نحو فلسطين الوطن المنشود كما يعتقدون رغم أنهم كان لديهم بدائل أخري لإنشاء دولتهم دون فلسطين حينها.

وبدأت هجرة اليهود الي هناك حتي تمكنوا من إقامة دولتهم في عام 1984 وبالفعل كانت الولايات المتحدة أول المعترفين بالكيان الجديد وتوالت الاعترافات من قبل روسيا وانجلترا وفرنسا وغيرهم ، كل هذا يحدث ومصر صامدة قوية الأركان فكرت إنجلترا كيف لها ان تخلق كيان داخل الدولة المصرية يخل بتوازنها كيفما وضعت اليهود في وسط العرب وبالفعل وجدت شاب اسمه حسن البنا خرج من الصوفية متأثرا بفكر جديد من الممكن أن يخلق صراعا عقائديا في مصر وجد الإنجليز غايتهم في إنشاء جماعة الإخوان المسلمين فقرروا دعم مؤسسها بخمسمائة جنيه وهذا في أواخر العشرينات وبالفعل تغير شكل المنطقة بالكامل بعد ان ظهرت اسرائيل و تركيا الجديدة.

وايضا جماعة الإخوان المسلمين هذه الكيانات الثلاثة التي كانت نتاج صفقة غير شرعية أثارت الخراب والدمار في المنطقة بل في العالم أجمع ، والآن وكيف ما كانت مصر الرقم الصعب في الصفقة الماضية وظلت باقية دون ان تهزم بل هي من هزمت إسرائيل وايضا جماعة الإخوان ،وتقف حجر عثرة أمام اردوغان في تحقيق اطماعه في المنطقة ، بل تقود مصر الآن صفقة جديدة من أجل إرجاع الحق لاصحابه وفي المقدمة حق الشعب الفلسطيني في إيجاد دولته الضائعة وعاصمتها القدس .

الرئيس عبد الفتاح السيسي في زيارته للبيت الأبيض طرح الأمر أمام العالم وبحضور ترامب لانه يدرك أن عناصر الصفقة الماضية عليهم ان يشتركوا معنا في إيجاد حلول لما أفسده إتفاق القرن الماضي وربما خطوات الرئيس الفرنسي ماكرون نحو إيجاد مصالحة بين السراج وحفتر بداية الطريق ولكن هل يتفاعل الإنجليز لإصلاح ما أفسدوه في الماضي ؟!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط