الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل ستستطيع قطر الاستمرار أمام المقاطعة


منذ قيام الدول الأربعة بقطع العلاقات مع قطر خلال الشهر الماضى لمساندتها ودعمها الإرهاب فى العديد من الدول العربية وتوجيه أداتها الإعلامية لبث السموم والأفكار الهدامة التى من شأنها زعزعة استقرار الدول العربية وهى تحاول امتصاص قوة الحصار المفروض عليها والتى أثر بشكل كبير على اقتصادها وعلى رفاهية المواطنين نظرًا لتوقف إمداد السعودية والإمارات للعديد من السلع والمنتجات التى كانت قطر تعتمد على استيرادها من تلك الدول.

فلجأت قطر إلى تعويض ذلك عن طريق تركيا وإيران التى قامت بإمدادها بمنتجات الألبان لتخفيف حدة الحصار حتى وصل الأمر بها أن تستدعى قوات أجنبية لبلادها من تركيا والحرس الثورى الإيرانى لتدعم من أركان حكم تميم الذى ارتمي فى أحضانهم غير مكترث بأنه بذلك يخلع العباءة العروبية نهائيا وحتى ذلك الوقت هو يتمادى فى أفعاله بخروجه بكلمة يدافع عن سيادة قطر وانه لا يقبل من الدول العربية المقاطعة له أن يكون هذا النهج فى إملاء شروطهم وأنه بقبول تلك الشروط فإنه يتنازل عن سيادة قطر وتدخل فى الشئون الداخلية.

فالعجيب فى الأمر أنه يعتبر ذلك تدخلا فى الشأن الداخلى ويعتبر انتقاصا للسيادة القطرية فلماذا إذا تسمح لنفسك بأن تفعل ذلك عن طريق دعم ومساندة الجماعات الإرهابية ماليًا ولوجيستيًا لتنفيذ عمليات إرهابية من شأنها تزهق الأرواح وتسفك الدماء لتزعزع أمن واستقرار الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط.. أليس هذا تدخلاً فى الشئون الداخلية والانتقاص من سيادة تلك الدول؟

فهو الآن يعمل وبكل قوة على تجميل صورته بالعالم من خلال الادعاء بأن الدول العربية المقاطعة تريد لقطر أن تكون دولة تابعة أو إمارة تابعة للسعودية ويضع نفسه موضع المجنى عليه لا الجانى هذا بالإضافة إلى حملة من التعاقدات بملايين الدولارات مع العديد من شركات العلاقات العامة والمحاماة وشركات إدارة المعلومات فى محاولة لتجميل الصورة الفاضحة للنظام الحاكم بقطر فى تورطها بدعم وتمويل الإرهاب بعدة دول.

ولكن السؤال الأبرز والمهم إلى أى مدى تستطيع قطر المضى قدما فى نهجها المعادى للدول العربية من خلال سياساتها الخارجية وأداتها الإعلامية الجزيرة التى توجهها دائما صوب الدول العربية وخاصة مصر التى تخصص لها نصيب الأسد فى بث السموم والأحداث الملفقة لإثارة حالة من عدم الاستقرار واللعب على نغمة الحالة الاقتصادية والمواطنين يعانون بسبب إجراءات برنامج الإصلاح الاقتصادى التى تكون الحكومة المصرية بتنفيذه على مراحل لخلق حالة من التوتر والغليان فى الشارع المصرى ولكن بات الشعب المصرى أكثر وعيا بعدما تكشفت أمامه الدور القذر الذى تلعبه الجزيرة فى هدم الأوطان .

هل قدرتها المالية هى ما تجعلها حتى الان تستطيع الوقوف أمام الحصار المفروض عليها من مصر والامارات والسعودية والبحرين وهل يجب على دول المقاطعة أن تزيد من إجراءاتها حتى تجعل قطر تستجيب لشروطها وتبتعد عن دعمها ومساندتها الإرهاب أم أن هناك دولا كبرى تدعم قطر وسياساتها فى الخفاء وهذا ما يجعل من قطر تستمر وسط هذا الرفض العربى لها وهذا ما أرجحه ففى عالم السياسة المال والمصالح تتشابك وقطر لديها هذا الاستعداد أن تتعامل مع الشيطان نفسه فى سبيل أن تخرج من تلك الأزمة منتصرة ولعل الأيام القادمة ستظهر لنا الكثير على الساحة .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط