الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كم من "لؤي" بيننا؟


 

لم يكن سؤال "لؤي" ذلك الشاب الذي أعلن في رسالة إلى الرئيس أنه لا يشعر بتحسن في أوضاعنا الاقتصادية سؤالا عابرا لكنه فتح الباب أمام الوقوف أمامه بالفحص والدرس فـ"لؤي" هو أحد أعضاء حزب يكبر يوما بعد يوم يمكن أن نطلق عليه "ثائر تحت التجهيز" وهو تيار يغذيه أعداء مصر تنظيم الإخوان ومن سار على دربهم كما يغذيه أيضا أصحاب مصالح فاسدين يخافون أن يطالهم الإصلاح ويقطع دابرهم سيف العدالة الاجتماعية هذا التيار لا يتغذي بالمال أو السلاح وإنما بالشك وضرب المصداقية والتشكيك في قدرة الأمن على إنهاء الإرهاب .


وبعيدا عن موضوع سؤال لؤي فقد أجابه الرئيس بما يشفي صدور قوم مؤمنين لكن ما يجب الانتباه هنا إلى أن الهدف أن تسقط صورة الرئيس السيسي الذهنية لدى أنصاره من بطل مخلص إلى صورة رئيس تقليدي تتضاءل الآمال فيه إلى الدرجة التي يصبح الكلام فيه عن بديل مقبولا لدي أوساط خدعت مرة مع "مرسي وبتوع ربنا" وثانية مع البرادعي وثالثة  مع حمدين صباحي وتيارات فقاعية واكب ظهورها محاولة إسقاط الدولة إبان أحداث 25 يناير ثم سرعان ما اختفت وتبخر رموزها مع انقطاع نهر الدولارات من منابعه.


إذن بات الهدف واضحا وهو خلق الملايين من "لؤي" تلك الشخصية الوطنية التي تحول حبها وتفاؤلها بعد ثورة 30 يونيو إلى وقفة تأمل وغضب مكتوم من ضباب ينثر أمام كل أمل يزرع أو طموح يعلن إن "لؤي" ما هو إلا ضحية إعلام عاجز أن ينقل للمصريين جهد رئيس يواصل الليل بالنهار لتغيير واقع مصر .


هل سألنا أنفسنا لماذا غابت عن "لؤي" صورة عدو كامن تخلي عن ظهوره بشكل سافر وبدأ يعمل بشكل حثيث على تفريق كتلة 30 يونيو وإشعارها بلغة أهل الشارع "أنهم اشتروا التروماي" ..هل سأل لؤي نفسه لماذا استهدفت السياحة.. هل سأل لؤي نفسه لماذا يتم استهداف الكنائس والأقباط ..هل سأل لؤي نفسه لماذا ارتدي أيتام مرسي ثوب الوطنية وحاولوا إشعال البلاد في أزمة اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والمملكة الشهيرة باتفاقية تيران وصنافير .. هل سأل "لؤي نفسه لماذا توجه ضربات انتقامية للجيش والشرطة لمحاولة زعزعة الثقة في قدرتها على حماية المصريين .. هل سأل "لؤي نفسه لماذا يتم التشكيك في كل مشروع قومي يعلن وأنه وهم لا يسمن أو يغني من جوع ..هل سأل "لؤي نفسه لماذا أصابته الحيرة إزاء واقعه وضرب الارتباك قلبه نحو المستقبل؟


والإجابة واضحة وهي الاستعداد لمعركة الانتخابات الرئاسية 2018 فقد أدرك أعداء مصر أنه لا سبيل أمامهم إلا بتحويل السيسي في صورة أنصاره من مخلص إلى عبء وهو واقع أشار إليه رسول الله حين قال " يأتي على الناس زمان يخون فيه الأمين ويؤتمن الخائن ويصدق فيه الكاذب ويكذب فيه الصادق" صدقت يا رسول الله فمصر تعيش هذا اليوم فكل هم تلك التيارات المعادية أن يتحول "لؤي" من شخص إلى فكرة فوجدنا بيننا اليوم من يصدق أن الرئيس السيسي الذي كان قائد جيش كل عقيدته أن يفتدي مصر بروحه يمكن أن يبيع الأرض ويساوم عليها ،وبيننا اليوم من يصدق ان مصر لا تحارب إرهابا في سيناء بل تمهد الأرض لتوطين الفلسطينيين فيها خدمة لإسرائيل ،وبيننا اليوم من يصدق أن الإجراءات الاقتصادية الصعبة التي نعيشها ما هي إلا تراجع من الدولة عن مسئولياتها تجاه الفقراء .


إذن الهدف هو إحداث نكسة جديدة لكن ليست عسكرية كتلك التي حدثت في 67 بل إحداث نكسة في "إرادة 30 يوينو" لينفض أكبر عدد من أنصارها ليخلو الطريق أمام الإعلان عن " تيس مستعار" أو محلل بلغة الناس يكون مطية لتلك التيارات التي لا هدف لها إلا أن ترى السيسي منفردا دون درعه الشعبي الصلب حتى يسهل تصفية مشروعه في تحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي لمصر فينسحب حزب الكنبة أو على الاقل يلقي سلاحه في معركة  كان الصبر ذخيرتها والأمل في المستقبل عمقها الاستراتيجي .


إن إعلان النفير العام في وسائل إعلامنا بات واجبا لا يتحمل التأخير فلا سبيل لنا إلا بتصحيح الوعي الجمعي الذي أعلنه "لؤي" بسؤاله فكم كان محظوظا الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي كان معه جيوش مصر الناعمة من أدباء وفنانين وصحفيين ومفكرين استطاعوا أن يزرعوا الأمل ويدحضوا شبه المتلونين فباتت مصر كلها آنذاك جيوشا تبني حلما قوميا لم يكن أمام عدوها إلا كسره عسكريا في مواجهة سافرة يخوضها اليوم بالوكالة صناع حزب "لؤي".


السؤال الأهم هل سيسمح المصريون أن يستخدموا مرة أخرى لمعركة وهمية وقودها اليأس أم سيكملون مسيرتهم مع الرئيس السيسي في 2018 ليكون خروجهم الكثيف إلى لجان الانتخاب هو المداد الذي ستكتب به شهادة وفاة محاولات إعادة مصر إلى خانة الدولة الفاشلة العاجزة عن تلبية احتياجات مواطنيها إلى دولة ناهضة ترسم واقعا تأخر ظهورها طويلا ....أظن الإجابة هي أن المصريين سيكتبون النهاية لدولة اليأس التي يروج لها الخونة وسيأخذون بيد الرئيس السيسي إلى عرش مصر مجددا في 2018  فالمصريون لا يلدغون من جحر مرتين.   

     

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط