الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اتصال الموتى بالأحياء.. وتحضير الأرواح


اتصال الموتى بالأحياء علم يهتم به الغرب حاليا ويختلف عن تحضير الأرواح لأنه أكثر مصداقية وبعيد عن الدجل ولا يحتاج إلى تحضيرات أو وساطات، نوع من الأبحاث يطلق عليه "علم التواصل بعد الموت" (After-Death Contact ADCs).. ثبت لدى الباحثين في هذا المجال أن 3 % من البشر لديهم خاصية الاتصال بالموتى، وهذه الشريحة موجودة في كل المجتمعات، لكن بمجرد أن يعلن أحدهم عن موهبته ويروي موقفا حدث له، يقابل فورا بالسخرية والتكذيب.

يتم الاتصال بالموتى بثلاثة طرق: الزيارة في الأحلام، الرؤيا المباشرة، أو في شكل رائحة أو طاقة عابرة، وكان الفقيه ابن القيم قد ألمح منذ قرون في أحد مؤلفاته إلى تلك الظاهرة لكن لم يتناولها باحث من بعده بشكل جدي ومعمق..

يأتي الآباء والأمهات المتوفين إلى أبنائهم في الأحلام يتحدثون معهم وينصحونهم ويحذرونهم بشأن أمور مستقبلية، ومما أثار الباحثين هو إضافة معلومات جديدة في هذه اللقاءات ولولا ذلك لكانت مجرد أحلام عادية أو تكرار لذكريات مضت.. أحيانا يرشد الميت على شىء مفقود أو يقترح اسما لحفيده، وقد يظهر مباشرة في شباك أو في المرآة، وقد يمر شخص ميت في الذاكرة ثم يظهر شخص يشبهه يسير في الشارع قد يكون هو، وقد تمر صورة الميت أو صوته أو رائحته في عقل شخص فهذا يدل على أنه قريب جدا من المكان.. وأحيانا يظهر الميت فجأة لينقذ عزيزا لديه من خطر وشيك وما أكثر هذه الحوادث، ففي حادثة مشهورة، جلجل صوت الأب المتوفى في غرفة ابنه قائلا له "اذهب إلى حمام السباحة بسرعة"، فذهب الابن ليجد الحفيد يغرق.. وقد وصل الحد إلى مكالمات تليفونية بين موتى وأحياء !.. هذا، وينصب البحث حاليا في كيفية حدوثها، هل مصدرها أرواح الموتى أم أصداء أثيرية مرئية أو مسموعة تنبعث منهم من مكان مجهول ؟.

يدفن الميت تحت الأرض لكنه يترك وراءه أشياء كثيرة فوق الأرض.. بعض ما يتركه معروف وبعضه غير معروف.. الروح مثلا تخرج إلى مكان مجهول ورجح الفقهاء أكثر من عشرة أماكن تستقر فيها الأرواح قبل يوم القيامة لا يتسع المجال لذكرها هنا، لكن يبقى من الميت بيننا عمله ومقتنياته وصوره، وتبقى بصمة حمضه النووي، وهي الأهم، مبعثرة في خلايا تطايرت منه قبل موته في أنحاء بيته وفي تراب المنطقة التي عاش أو تحرك فيها وبها سجل حياته الكامل، ويقول بعض العلماء أن طاقة الميت وربما أمواج صوته أيضا تبقى سابحة وخالدة في الهواء وقد يمكن استرجاعها في المستقبل.. لكن كيف تساهم كل هذه الأشياء في ظهور الميت أو اتصاله بالأحياء مجددا، هذا ما يحاول العلماء فهمه.

أثناء النوم يفرز المخ مادتين تسميان "جليسين" و "جابا" لإرخاء (أو شلل) العضلات، ودائما تتلاشى هاتين المادتين عند الاستيقاظ، لكن في حالات نادرة تبقى المادتان ويستيقظ الشخص وعضلاته مشلولة، في هذه اللحظة تحديدا يرى أشباحا وكائنات مخيفة في غرفته وعلى سريره، ولم يعرف إلى الآن لماذا وكيف يحدث ذلك وفي هذه اللحظة بالذات ؟.

أما تحضير الأرواح فشىء مختلف وعملية قديمة مارسها الإنسان عبر التاريخ وما يزال، وما يحضر فيها ليست الأرواح البشرية الحقيقية، بل نوع من الشياطين، وسئل الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله عن رأيه في تحضير الأرواح فقال: "وما الذي أعلمهم أنها أرواح؟ هل يعرفون الروح حتى إذا ما حضرت قالوا هذه هي الروح التي نعرفها ؟ إنهم يحضرون قوى خفية ولكن أرواحا فلا"، ويقول الشيخ محمد الغزالي: "هل الأرواح بعد هذه النقلة (يقصد خروجها من الجسد إلى عالم البرزخ) تستأنف سلوكها الأول وأن بعضها يشتغل بحل المشكلات، وبعضها يتسكع دون عمل، وبعضها يمد يده بالأذى للأحياء.. بل أن بعض الأرواح عندما استحضر طلب "سيجارا" يدخنة"!. ويضيف "إننا نستغرب من بعض المسلمين عدم مبالاتهم بالموضوع ونتائجه".

ويروي الفقيه ابن تيمية موقفا طريفا فيقول: "يفعل الشيطان هذا ليضلهم، وإذا قرأت آية الكرسي بصدق بطل.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط