الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

طهروا مصر من المزيفين


تعودت عندما يتحدث الرئيس السيسي فإنه لا يخاطب من أمامه من المجتمعين بل يخاطب من أسميهم سدنة ثورة 30 يونيو الحقيقيين فالرئيس لا يعول كثيرا على نخبة تلتف حوله يحتاج دوما أن يصحح نظرتها لمسار الدولة ويفهمها ما يدور ،ورأيته كثيرا ما يواجهه البعض بالتحدث في موضوعات مهمة وهم لا يعرفون أبعاد أو تفاصيل وتداعيات ما يطرحونه على الرأي العام. 

وأتفهم جيدا أن الرئيس لا يريد تكرار تجربة الحزب الوطني بصناعة نخبة مزيفة أو حملة مباخر سرعان ما يتبخرون ساعة الجد لكنه يدير كطبيب نفسي يداوي واقعا يدرك تماما مدى التجريف الذي أصابه ويحكم شعبا اعتاد أن يزرع المغرضون في الداخل والخارج الإحباط بوجدانه لسنوات ويسعى لاستخدام نخبة تغط في ثبات عميق وتعيش على أيديولوجيات دخلت متحف التاريخ . 


وهنا أتذكر يوم أن استقبل الرئيس السيسي وقت أن كان وزيرا للدفاع خلال مناورة بالذخيرة الحية يجريها الجيش نخبة طالبته بالنزول وتغيير النظام إبان فترة المعزول مرسي وأيتام مرشده وهنا تحدث بما لا يرضيهم وأخبرهم بأن الوقوف أمام الصناديق لساعات أفضل من أن يتحرك الجيش وكعادتها تصورت النخبة أن السيسي يخذلهم أو يقوي من شوكة الإخوان لكن السيسي لم يكن يخاطب الحاضرين حوله بل كان يخاطب قيادات التنظيم الساقط يدعوهم إلي تجديد شرعيتهم باستفتاء يغني مصر عن الدخول في صراع أو سفك دماء لكن كانوا أغبياء كعادتهم وظنوا أن السيسي يبارك استمرارهم وأبوا أن يغادروا فكانوا شهودا على أنفسهم أمام الله أولا والمصريين من بعده. 


أستعيد ها الموقف هنا لأذكر الجميع بأن الرئيس السيسي يدرك أن نخبته الحقيقية ليست هؤلاء الذين يعلنون ولاء مزيفا طمعا في مكسب هنا أو هناك ولا هم هؤلاء الذين يتلونون بلون القابض على الأمور مهما اختلت مشاربه أو توجهاته هؤلاء الأشخاص الذين تراهم في كل عصر وكل ميدان بل إن نخبته الحقيقية هم هؤلاء الذين لا تضئ أضواء فلاشات الكاميرات جباههم ..هؤلاء الذين يتحملون فاتورة الإصلاح برضا وصبر ولا تفارق الابتسامة شفاههم مع صعود الدولار أو اهتزاز البورصة. 

هؤلاء هم النخبة الحقيقية التي يتحدث إليهم السيسي في كل ظهور علني له يطمئنهم إذا أشهر الإرهاب سلاحه ويعيد إليهم الثقة إذا ما حوصورا بتجار اليأس ويشاركهم هواجسهم إذا امتلكت الشائعات ناصيتهم هؤلاء هم من يراهن عليهم الرئيس السيسي لتثبيت الدولة المصرية واستكمال
مشوارها وهؤلاء هم من يراهن عليهم أيضا أعداء مصر الذين سيحاولون بلا أدنى شك خلال الشهور المقبلة امتحان إرادة المصريين وقياس قدرة شبكة الاتصال بينهم وبين الرئيس على الاستقبال والرد والتفاعل. 


سيحتشد خلال الشهور المقبلة أطراف عدة يجمعهم العداء لثورة 30 يوينو ..تنظيم حسن البنا وأيتامه الموطوء كبرياء غرورهم بأقدام المصريين كما سيجتمع عناصر يعيشون على وهم حرب وهمية على الإسلام في مصر وزيف الداوعش والخلافة المزعومة وسيحتشد أيضا من تيقنوا أنه لا
بديل عن رفع السلاح كما ستحتشد أيضا أصوات نشاز ووجوه يستعيذ المصريون من طلتها في وسائل التواصل والشاشات المدوعة الأجر كما سيحتشد تيار المستغربين أنصار المدنية بطعم الإلحاد وسيحتشد أيضا أنصار فاسدين تأذوا أن يروا مناطقهم الاحتكارية تتعرض للتآكل ...كل هؤلاء عاقدون العزم على جولة أخيرة من امتحان المصريين وسيبذلون أقصى الجهد لمعركة حاسمة كل أملهم فيها أن يوقفوا موجات تسونامي التغيير الذي حدث في 30 يونيو وأن يعطلوا نتائجها وأن يبعدوا الرئيس عن محيطه الشعبي. 


لذلك أدرك الرئيس مبكرا أنه ليس وحيدا في معركته ولم يشعر يوما أنه بحاجة إلى أن يخاطب أصحاب الياقات البيضاء الجالسين في مؤتمراته وهو يدرك أن معركة تثبيت الدولة المرتقبة لا ناصر له فيها من بعد الله سوى هؤلاء المخلصين الغائبين عن مجلسه الذين يقصدهم برسائله
وكلماته وهو أيضا على يقين من أنهم يرقبون عن كثب تلك الأفعال الصبيانية حولهم وستكون كلمتهم حاسمة مفاجئة قاطعة مبهتة كما كان خروجهم العظيم في 30 يوينو مبهتا لكل المغرضين المتآمرين. 


عاش كل مصري حر ينظر إلى وطنه بقلب نقي لا يرقب جزاء ولا شكورا .. وعين قريرة بتدبير الهه وحكمته ..وعاشت كل أم شهيد تزغرد وهي تزف راضية محتسبة جثمان ابنها.. عاش كل من يعي أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ليست معركة السيسي وحده بل معركة وطن ..عاش المخلصون في كل ربوع المحروسة وما النصر إلا من عند الله.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط