الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الثوابت والمتغيرات.. بين الهُوية والتخوين


إن الأمر اللافت للنظر والذي يستحق الطرح غياب القدرة لدى البعض على التفرقة بين الثوابت والمتغيرات خاصة في عالم السياسة.

ورغم أنني متعمق في مجال الدراسة الاقتصادي وليس المجال السياسي إلا أنني أدرك جيدا أن الخلط بين ما هو ثابت وما هو متغير في عالم السياسة هو ما يخلق مناخاً من عدم وضوح الرؤية لدى البعض.

فالمبادئ ليست سبيل الحياة لترتقي فحسب، وانما هي الإطار الحاكم لها.

فلا يصح أن تهبط بالمبادئ الى مستوى وسائل متدنية، ولا تدعها معلقة من غير سند يعطيها الحيوية، وقدرة التجديد بصلتها بالحياة.

وخير سند يعطي المبادئ الحيوية والقدرة على مسايرة الحياة هو التجربة.

فالتجربة هي الاختبار الحقيقي للمبادئ والأفكار الحاكمة للسلوك البشري الذي تتشكل أيديولوجياته من نتائج وثمار التجارب.

وبمعنى أكثر وضوحا تجد أكثر الناس قدرة على تحليل وقراءة الفصائل السياسية من تعاطفوا وخدعوا فيها, فتجد مفكرا كثروت الخرباوي يكاشفك بالكثير من الحقائق الصادمة عن التيارات الدينية ولعل هذه القدرة منبعها هي المعايشة وخوض التجربة.

بل أن الأمر أكبر من ذلك فتجد أن من ساند التيارات الدينية في مصر عقب ثورة 25 يناير وعاصر خداع شعاراتها "بتوع ربنا" هو نفسه أول من طالب بنبذ هذا الفكر بل ونزل معارضا له في 30 يونيو. وهكذا الأمر لمن اعتقد في بعض الفصائل اليسارية.

فلا حكم موضوعي على فصيل إلا بإختبار وطنيته وتمسكه بالهُوية في الممارسة الفعلية.

فلا تتردد أن تتراجع إذا اكتشفت انك خطأ ولا تأخذك العزة بالإثم في أن تعود للحق، ولا تنتصر لفصيل على حساب وطن أبدا .. فهنا الثوابت هي الوطن أولا وأخيرا .. وهذا ما يجب أن يبقى وغير ذلك زائل.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط