الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التمدد الإيراني في أفريقيا.. صورة من الواقع


في ضوء رؤية إيرانية لم تتغير منذ الثورة وحتي الآن ورغبة من النخبة الإيرانية في التمدد بمعايير مذهبية جاءت تلك الرؤية والتي لا تعترف بالحدود ولا بطبيعة الأرض ولا حتي البشر إضافة إلي تصدير مشاهد الثورة الإيرانية في بلاد أخري للعودة إلي أمجاد الماضي.

لذلك عمدت إيران ومازالت علي الدخول إلي أفريقيا وفق مداخل عدة أهمها في تقديري المداخل المذهبية مستغلة في ذلك الحالة التي عليها الإسلام الأفريقي الذي يتميز بلمحة صوفية ومحبة آل البيت وساعد ذلك في خلق بيئة مناسبة للمذهب الشيعي في أركان القارة وخاصة في الغرب الأفريقي من خلال التعاون مع الطرق الصوفية التي توافقت مع إيران في مسألة تقديس أهل البيت مما أدي في النهاية لاعتناق الكثيرين من المذهب الشيعي ودعم ذلك مداخل اقتصادية من خلال تواجد رجال حزب الله من لبنان ويتحكم معظمهم في اقتصاد دول مثل ساحل العاج وسيراليون ونيجيريا ويذهب رجال الأعمال من حزب الله حتي جنوب أفريقيا.

وفي نيجيريا مثلت الحركة الإسلامية الشعبية والتي تدعمها إيران والتي تأسست عام 1977 علي هيئة حركة طلابية سرعان ما تحولت إلي نموذج واقعي للثورة الإيرانية في العمق الأفريقي وأقصد هنا نيجيريا في الغرب وهي قوة إقليمية لها وزنها في القارة وقد كان زعيم هذه الحركة هو إبراهيم الزكزاكي ويطلق عليه خوميني نيجيريا وحركته حزب الله في نيجيريا حتي أنك لا تستطيع وأنت في شمال نيجيريا وبالتحديد - في مدينة زاربا- أن تشعر بأنك في أفريقيا بل تشعر بأنك بداخل إحدي المدن الإيرانية أو الأحياء العراقية أو في طريقك لأحد المقامات لآل البيت من كثرة الصور والرموز التي تراها علي الجدران في محاكاة للمدن الإيرانية وعلي الرغم من اعتقال هذا الرجل إلا أن التغلغل الشيعي في تلك المنطقة خلق أتباعا كُثر من خلال كتب المرجعيات الشيعية التي تمت ترجمتها إلي اللغات المحلية.

وسرعان ما تحولت تلك الحركة إلي حركة مسلحة موالية لإيران ومدعمة منها ماليا وعسكريا والآن أصبح الشيعة في نيجيريا عددهم يقارب سبعة ملايين نسمة أو يزيد علي ذلك قليلا ويشهد ذلك علي النفوذ الإيراني في تلك المنطقة ومناطق أخري متجاورة منها : السنغال , جامبيا , نيجيريا , غانا , كوت ديفوار ، مالي ، سيراليون وإن اعتمدت علي مداخل مختلفة منها المدخل الاقتصادي والدعم في مجال التعليم والصحة.

حاصل القول اعتمدت إيران علي القواعد الصوفية التي تنتشر بطول القارة وعرضها في دخولها للقارة علي الأساس العقدي إضافة إلي وسائل أخري منها التعليم لنشر المدارس الشيعية والمداخل الاقتصادية والمساعدات في مجال الصحة والمجالات الأخري ، ولاقت تلك المداخل نجاحا أراه كبيرا إضافة إلي أن الثورة الإيرانية مازالت النموذج الأبرز للنجاح لدي معظم النخبة الأفريقية ، ومازالت أفريقيا تمثل بالنسبة لإيران حلفا تعمل جادة علي الحفاظ علي مكتسباتها فيها فهل آن الآوان لنعي ذلك؟؟ أفريقيا مازالت تبحث عن من يهتم بها وفق مداخل غير تقليدية وعلي أسس المساواة وخلق المنافع المشتركة ... وإلي حديث أفريقي آخر.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط