فساد أم إفساد ؟

مع كل يوم جديد نسمع ونشاهد علي شاشات التليفزيون وفي وسائل الاعلام المرئية والمقروءة والمسموعة قضايا جديدة للفساد اما رشوه واما تسهيل مصالح واما اختلاس وايضا قضايا بلطجة وغيرها من القضايا التي تؤدي بدورها لافساد أي مجتمع يحاول مجرد محاولة جادة لتحقيق انجاز . نعلم جيدا ان مصر بعصورها الماضية تتعرض للسرقة والنهب ممن لا يخافون الله ويجد الشعب نفسه حائرا مابين التحمل وبين الانفجار لانه وحده من يدفع الثمن ويأخذ السارق والفاسد قوته وقوت اولاده.

اعتادنا منذ زمن بعيد علي قضايا تهريب الاموال والفساد الاداري والرشوة والاختلاسات المادية وكأن هذه الجرائم اصبحت احدي سمات الشعب فهذه جرائم بالفعل منتشرة علي مستوي العالم وليس فقط مصر علي ايدي من هم لايخافون الله ويحللون لانفسهم اموال الشعب . والان وبعد أن اصبح للرقابة الادارية دور جاد في كشف الفساد علي كافة المستويات وبأمر من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بملاحقة المفسدين الذين يسرقون اموال الدولة فاصبحت هذه الجرائم حديث كل صباح وكل يوم جديد فهل ياتري هذا فساد ام إفساد؟ فهل هذا فعلا فساد لأخلاق ناس ماتت ضمائرهم واصبحت قلوبهم عمياء يستحلون ماليس لهم وياكلون اموال الناس بالباطل ام انه مخطط جديد لافساد الحياة الاقتصادية والسياسية بل والاجتماعية ايضا للدولة المصرية ؟مادفعني لكتابة هذا المقال هو الظاهرة الغير طبيعية وكمية الاموال المنهوبة وكأن المفسدين تآمروا علي مصر وهم يعلمون جيدا ماهو الوضع الاقتصادي الحالي لمصر فهل هو مخطط جديد لحروب اقتصادية قادمة لافساد الدولة المصرية ام انه وضع قديم ومتعارف عليه؟ .

 انني اشاهد كل يوم جرائم مختلفة تمس الشرف العام فهل اصبحنا بلا شرف ام اصبحنا نمشي جنب الحيط مغموضي الاعين مكتوفي الايدي ام اصبح الوطن غنيمة يريد كل من هؤلاء المفسدين النهب منه علي قدر المستطاع . نحن نحتاج لطفرة حقيقية للخروج من بوتقة الاستسلام للواقع لنخرج لمرحلة التصدي للفساد والمفسدين.

اصبح التصدي للفساد واجب وطني علي كل مواطن شريف يريد الحفاظ علي مجتمعه وعلي قوت يومه . نريد محاكمات عادلة وعقابا رادعا لكل هؤلاء المجرمين الناهبين لأموال الوطن.

ان إفساد الدولة المصرية وتحطيم المواطن المصري علي يد هؤلاء اصبح امرا جليا للكافة واصبحنا نراه رؤي الأعين. علينا دور وواجب وطني تجاه هذه الجرائم الاخلاقية لابد من حملة انسانية لتنقية الضمائر الخربة ونريد تكثيفا اكثر لملاحقة هؤلاء . فالموظف والطبيب والمهندس وكل فرد في الدولة عليه عبء كبير للتصدي للفساد الذي اصبح يأكل كل شيء من حولنا ويقتلنا ويحطم احلامنا بمجتمع راقي محترم يعيش به الغني والفقير ولتحكيم عداله اجتماعيه ينعم بها الجميع.

نحتاج لصحوة اخلاقية حقيقية عاجلة ولنجعل من انفسنا سدا منيعا لمحاربة هؤلاء المجرمين وليتكاتف كل ابناء المجتمع مع الدولة لتقييد انشطة الفسدة في الارض ، وليكن هدفنا الله والوطن فوق الجميع.