الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

السيسى وخارطة الطريق للبحث العلمى



حظيّ الاحتفال بعيد العلم هذا العام بطابع مختلف وفريد، والسبب لم يكن إحياء عيد العلم من جديد بعد تجميده 3 سنوات فحسب بل لأن الاحتفال يواكب الذكرى السنوية الأولى لافتتاح قناة السويس الجديدة ذلك الإنجاز المصري الهائل، فقد عودنا فخامة الرئيس كل عام باحتفالية جديدة تدخل البهجة في نفوس المصريين.

، وشاهدت عبر رسائل الرئيس القصيرة -الدقيقة- للعلماء وشباب المبدعين والمبتكرين كم الاهتمام الذي يوليه فخامته للعلم والعلماء وسعيه للربط بين المبتكرين والمبدعين بالخارج بأرض الوطن من جديد في ظل السياسات الجديدة للدولة التي ترتكز على الاستفادة بالطاقة القصوى للمصريين، ويبرز ذلك من خلال اهتمام الرئيس الدائم بالعلماء المصريين في العديد من المؤتمرات منها مؤتمر مصر تستطيع الذي فتح المجال لعودة الطيور المهاجرة في ظل مناخ مشجع وقُدمت خلال المؤتمر العديد من الأبحاث العلمية والدراسات، كما عّين الرئيس السيسي عدد من العلماء كمستشارين له، عوضًا عن تأسيسه و ترؤسه لمجلس العلماء. 

وبذكر قناة السويس كأحد المشروعات القومية الكبرى فإن مشروع إنشاء بنك المعرفة لا يقل أهمية بوصفه مشروعًا قوميًا شديد الأهمية والحيوية، وبصفتي باحثة علمية أعتبر أن بنك المعرفة ليس مشروعًا قوميًا مصريًا فحسب بل مشروعًا عربيًا وعالميًا أيضًا، ويحظى بترتيب مرتفع وفقًا للمؤشرات الدولية، وتتلقى مصر حاليًا الطلبات من عدة دول ترغب في الحصول على عضوية بنك المعرفة القومي المصري.

أكثر ما لفت نظري هو اهتمام الرئيس بأن يخرج البحث العلمي من النظرية الى التطبيق، وخاصة فيما يخص حاجة المجتمع المصري بالاحساس بالاكتفاء وتأكيد فخامته على أن قضية الغذاء والدواء محورين أساسيين في التنمية، كما أشار إلى نقطة هامة وأساسية تبرز الدور الكبير للبحث العلمي وضرورة الربط بين التكنولوجيا في تنمية قدرات الدولة، بحيث تستفيد الدولة من التكنولوجيا والأبحاث العلمية وتسخيرها لخدمة خطط التنمية.

شهد الاحتفال تكريم الرئيس للشباب خريجي المدارس الفنية وهذا مايبرز أهتمام فخامته بالتعليم الفني والمتوسط والدعوة لاحياء هذا التعليم -المهمل لفترة طويلة- مرة أخرى وأصبحت مصر تواجه مشاكل كبيرة في العمالة المصرية وجودتها، فدول كبيرة كماليزيا والصين والعديد من الدولة المتفوقة صناعيًا قامت على تنمية مهارات التعليم الفني لمواطنيها طبقًا لاحتياجات سوق العمل وربط التعليم باحتياج سوق العمل، والرئيس عبد الفتاح السيسي تحدث عن ذلك أكثر من مرة.
أعتقد أن مصر تخطو خطوات جادة على طريق التنمية، وأضحت تلاحق التوجه العالمي للتحقيق التنمية القائم على التنسيق بين الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، الحكومة ترسم السياسات والمجتمع المدني ينفذها والقطاع الخاص يمولها، وفي سبيل تحقيق ذلك كان بإنشاء صندوق لرعاية المبتكرين والنوابغ من الشباب والنشء يشارك فيه القطاع الخاص والمجتمع المدني بجزء من موازنتهم المخصصة للمسئولية المجتمعية على أن يتولي هذا الصندوق أيضا دعم انشاء المدينة المصرية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار بالعاصمة الادارية الجديدة . 
كما أكد فخامة الرئيس أن مصر تطمح لأن تصبح عاصمة التعليم بالوطن العربي وإفريقيا، عبر النظر للتعليم كركيزة للإستثمار والدخل القومي، والعمل على تطوير برامج الوافدين وإعادة الجامعات المصرية الى ترتيب يليق بها ضمن الترتيب العالمي للجامعات.

واشار سيادتة على ذلك (إننا نؤمن بأن العلم والتكنولوجيا والانتاج هي مكونات أساسية في عملية التنمية الشاملة، فالعلم هو أساس التكنولوجيا والتكنولوجيا هي الركيزة الأهم للانتاج والانتاج هو عصب التنمية وجوهرها.. ولا يمكن لأمة تطمح في مستقبل أفضل إلا أن تضع العلم الحديث في مكانه المستحق إيمانا بأن هذه هو الطريق الأكثر فاعلية لتحقيق ما نصبو إليه من نمو اقصادي مستدام وتنمية شاملة 

إن الدستور مهد الطريق أمام شباب مصر وعلمائها وجعل التعليم حقا للجميع، وكفل حرية البحث العلمي، وألزم الدولة برعاية الباحثين والمخترعين وضمن حقوق الملكية الفكرية).

يمتلك فخامة الرئيس فكرًا مستنيرًا سابق للأفكار البيروقراطية التي أُورثت لمصر، فاهتمامه الكبير بجودة التعليم ينبع من إيمانه الداخلي بأنه سيكون البذرة لخروج جيل جديد قادر على مواكبة التطور ودفع مصر للسير بخطوات ثابته نحو التقدم في كافة مناحي التنمية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط