لا لخصخصة السكة الحديد

في كل مرة تحدث كارثة في السكة الحديد ترتفع الأصوات تطالب بخصخصة هذا المرفق ..وأنا ضد هذه الفكرة للعديد من الأسباب أولها وأهمها أنه وسيلة مواصلات للغلابة ومحدودي الدخل الذين يعتمدون عليه في كل تنقلاتهم خاصة في محافظات الصعيد والمناطق النائية .. والتدهور الذي حدث في هذا المرفق الحيوي الهام ليس مبررا لخصخصته.

ما حدث بالأمس كان كارثة بكل المقاييس فقدنا حوالي 40 مواطنا و132 مصابا .. التحقيقات الأولية قالت إن إشارات السكة الحديدية ليست السبب في حادث التصادم وأن السبب هو سائقا قطارات بورسعيد - الإسكندرية رقم (571) والقاهرة الإسكندرية رقم (13)، فسائق قطار رقم 13 تجاوز إشارة السيمافور "الحمراء" والتي تعني توقفه على الفور، ولم يستجب لها، كما أن قائد القطار رقم 571 يتحمل هو الآخر المسؤولية بسبب انتظاره في مكان خاطئ (غير معد للوقوف وقد تم القبض علي قائد القطار رقم 571، وتضاربت المعلومات حول سائق القطار رقم 13، فلا نعرف إذا كان هاربًا أم متوفيًا .. وتم تشكيل لجنة من النقل تسلمت الصناديق السوداء للقطارين.

قد يكون الخطأ خطأ السائقين ولكن هذا لايعني طرح فكرة خصخصة السكة الحديد .. لكنه يفتح مجال تدريب السائقين ومدي إلتزامهم ومن يتابعهم ومن يتابع منظومة السكة الحديد بالكامل .. هناك خطأ وخلل واضح وفادح في جميع مجالات السكة الحديد فهناك إهمال في الصيانة والمزلقانات ويكفي الفيديو الذي انتشر الأسبوع الماضي على السوشيال ميديا ل 4 سائقين يشربون المخدرات وفي حالة عدم اتزان .. وكان مؤشرا علي فداحة الإهمال والتسيب.

المنظومة كلها علي بعضها تحتاج أن يكون هناك اهتمام ومتابعة وعقاب وثواب وإذا كنا نحتاج لتمويل للتطوير فكما يحدث في العالم كله يجب أن يكون هناك إهتمام بقطارات "الكارجو " لنقل البضائع عن طريق السكك الحديدية فمنجهة يمكن الإنفاق علي التطوير ومن جهة أخري يخف الزحام عن الطرق ويرحمنا من النقل الثقيل والمقطورات التي تسبب كوارث يومية علي الطرق السريعة.

لكن لا يجب أن الفكر هو البحث عن الخصخصة أو رفع أسعار التذاكر .. فركاب القطارات هم من محدودي الدخل ومن يحتاجون الدعم.

في كل كارثة نستيقظ وتصيبنا نوبه فوقان وكأنها أول مرة نتبادل الاتهامات ونصرخ ونضع حلول و .. و .. و .. وينتهي الأمر علي لاشيء.

تعودنا من الرئيس عبد الفتاح السيسي الحزم وسرعة الإنجاز وهذا المرفق يحتاج إلى الأسلوب الحاسم العملي السريع الذي عودنا عليه الرئيس ..

هاجم البعض بالأمس فكرة أن يكون هناك مجلس أعلي لتطوير السكة الحديد برئاسة الرئيس .. وقالوا ليس كل شيء نضعه في ملعب الرئيس، ولكن هذا المرفق الحيوي الذي كانت سمعة مصر فيه كبيرة ومن أعرق المرافق في العالم .. هو من أهم العوامل التي تتحكم في حركة النقل ومحدودي الدخل وحركة البضائع .. أنا مع من ينادون بعمل مجلس أعلي تكون مهمته وضع حل مثلما فعل مميش في مشروع قناة السويس نحتاج شخص يمسك هذا القطاع يكون مسؤولا ويسأل عن كل ما يختص به عيه تنظيم العمل به فلابد من وجود 3 إدارات داخل السكة الحديد لكى نتفادى الحوادث المتكررة...