الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كبش الفداء لكارثة قطار الإسكندرية


مع الأسف كلما وقعت كارثة من هذا النوع في السكك الحديدية، نجدهم دائمًا يبحثون عن "كبش فداء" لشخص يقع عليه الاختيار ليلبس المصيبة وحده و"يشيل الليلة".. فبدلًا من البحث عن حلول لأصل المشكلة، وبدلًا من مواجهة الأمر الواقع المرير الذي تعيشه سككنا الحديدية.. نجدهم يختارون شخصًا يتحمل وحده مسئولية الخطأ، وكبش الفداء هذه المرة هو رئيس هيئة السكة الحديد، والذي قبل استقالته (أو أرغم على تقديم الاستقالة) وزير النقل.

استفاقت مصر منذ يومين على كارثة قطار الإسكندرية، والتي راح ضحيتها أكثر من 41 شخصًا، كما أصيب العشرات في الحادث التصادمي لقطاري ركاب شمالي مصر، بحسب المتحدث باسم وزارة الصحة.

وكان أحد القطارين متجهًا من القاهرة، والثاني من محافظة بورسعيد إلى محافظة الإسكندرية الساحلية التي اصطدم القطاران فيها.

ولم تُعرف بعد أسباب تصادم القطارين.. لكن المؤشرات الأولية تشير إلى أن عطلًا ميكانيكيًا حدث في أحد القطارين فتسبب في وقوفه فجأة، ما أدى إلى اصطدام الثاني به، حسبما أوضح مسئولون.

وأظهرت لقطات بثتها محطة "نايل تي في" الإخبارية أحد القطارين وهو مقلوب جزئيًا على أحد جوانبه، بينما تَنقُل فرق الإنقاذ والطوارئ المصابين إلى عربات الإسعاف.

اللافت للنظر أن تاريخ حوادث القطارات في مصر طويل وعلى الأقل منذ عام 2012 إلى 2017، بخلاف ما وقع قبل الألفية، حيث وقعت حوادث قطارات في كل عام بما لا يقل عن حادثة أو اثنتين، ما يُنذر بأن هناك مشكلة كان لابد من الوقوف عليها.

بصراحة لا أفهم كيف يفكر المسئولون تجاه هذه الكوارث، فيتعاقب على الوزارة مسئولٌ تلو الآخر، لكن أحدًا لم يحاول الوقوف على المشكلة.

المناصب يا سادة، ليست جلوس على الكراسي فقط وإنما هي لإيجاد حلول تريح المواطنين، وإلا لماذا تُسند إليهم هذه المهام؟ فالوزارات والمؤسسات هما للعمل، لكننا مع الأسف ما زلنا كسالى ونيام، ولا نعمل بالقدر المطلوب.. كما أن الدولة بها أموال تصلح لمعالجة تلك الكوارث، لكن مع الأسف، مازال هناك تعاون وفساد مستشري، ومازال هناك من لا يراعي مصلحة المواطن ولا الوطن، ومازال هناك من يعمل لمصلحته الشخصية ويتكسّب من خلال المنصب الذي يجلس فيه.. بسم الله الرحمن الرحيم: "وقُل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" صدق الله العظيم.

من كل قلبي: متى نفيق ونعمل بجد لصالح الوطن والمواطنين؟ متى نرى أن كل من يجلس على مقعد، هو على قدر المسئولية ويحب بلده ويسعى لخدمتها؟ متى نرى أُناس يخدمون الوطن، حبًا في المواطن؟ متى سيكون المواطن على رأس أولويات المسئولين؟

ومتى سنشعر أن المواطن له قيمة في وطنه وحياته غالية، لا يفرّط فيها القاصي والداني؟ هذه التساؤلات وأكثر نتمنى أن تجد أجوبة عند أصحاب القرار في مصر!.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط