EN 
قبلة المغتربين ونبراس الجائعين يعرفها القاصى والدانى كل من مروا بوسط القاهرة "وسط البلد" سواء كانوا من أبنائها أو زائرين او ضل بهم الطريق يعرفونها تأخذك بملامحها المصرية الاصيلة وابتسامتها التى ترك الزمان عليها علاماته وقسوته تقف فى شموخ أمام عربة صغيرة "للمأكولات المنزلية السريعة" تسع فقط لتحركاتها الحذرة وسط ما رصته حولها من "أوانى وأطباق فى مربعها الزجاجى".
يعتبرها رواد وسكان ممر سينما قصر النيل من أصحاب البنوك والمصالح الحكومية والمقاهى أو الأكشاك المنتشرة حولها جزءا من حياتهم اليومية تمتلك خفة دم طاغية تجعلك لا تنساها بمجرد زيارتها لاول مرة وتقطع معها موعدا بزيارة تانية والاكل عندها تملك احلاما مثل ايا فتاة ومنها ان تصبح مقدمة برامج وقد سعت جادة لتحقيق ذلك.
"صدى البلد" التقى "منال مصطفى" أو "دهب" كما يعرفها الجميع، فى وسط القاهرة "وسط البلد" وفى منطقتها التى قصت فى اقتضاب نظرا لانشغالها باعداد وجباتها لمريدى المكان مشوار حياتها مع "عربة الأكل البيتى" وكلية تجارة خارجية جامعة حلون وحلمها فى أن تصبح إعلامية مشهورة.
منال أو "دهب" قالت قررت قبل سنوات "طوال" على حسب وصفها بعد تخرجى من الجامعة "خريجة كلية تجارة خارجية جامعة حلوان شعبة محاسبة" إعادة حساباتى والتركيز من اين أبدأ ؟ وكيف ؟ وكيف يكون لى كيانى "عملى " الخاص ؟ تضيف لم يكن هناك وسط القاهرة "وسط البلد" ولم أكن أعرف من أين أبدأ ؟
بـ"تنهيدة" محملة باجهاد و"تعب" تواصل منال حديثها .. مشوار طويل عملت خلاله بورش للنحاس وسوبر ماركت وكثير من الاعمال المرهقة لى كفتاة وبعد تفكير قررت أن استقر ويكون لدى مشروعى الخاص الذى اعرف من خلاله متى ابدأ عملى ؟ ومتى أنهيه ؟ ومتى سأعود إلى بيتى ؟ وهذا الاهم بالنسبة لى وفى نفس الوقت يكون لدى مصدر رزق ثابت.
تتابع .. فكرة المشروع بدأت من خلال نزولى وسط البلد بالصدفة ولقائى بأحد الاشخاص الذى شرحت له ظروفى وأن لدى القليل من الأموال واحتاج لأستأجر مكان يكون إيجاره بسيط وطلبت منه إيجاد مكان وبالفعل وجد لى المكان فى ممر قصر النيل محل صغير كان يحوى كل ما احتاجه خاصة عدة العمل وكأن الله يسر أن آتى إلى هذا المكان واجد ما يساعدنى.
واستطردت منال .. بدأ المشروع واستمر لسنوات طوال كنت اعد وجبات خفيفة ساندويتشات جبنة ومربى وكبدة لأنى لم أكن فى البداية أجيد الطبخ ولا أعرف كيف أمسك سكين.
تضيف.. والدتى كانت تساعدنى وتقوم هى بإعداد الوجبات الدسمة من محشى وارز وخضار .. الخ تعلمت منها كل ذلك مع الوقت.
تقول منال بحماسة بعد سنوات اكتشفت اننى وسط تربة خصبة تعج بالمعدين والمخرجين والكتاب والمؤلفين والفنانين والكومبارسات والاعلاميين والصحفيين والسياسيين توليفة كبيرة تقوى العظم وتصلب الظهر وتقول لى كملى انتى اتخلقلك حلم وسط هذا وهو حلم الإعداد والتقديم التليفزيونى.
وتتابع.. بالفعل بدأت التجهيز لهذا الحلم عملت "جمعية" وبدأت آخذ كورسات فى الإعداد والتقديم التليفزيونى وإلتحقت بأكاديمية للإعداد والتقديم 3 سنوات فى البحث عن حلمى ما بين الدراسة وبين العمل والحمد لله .. تتوقف برهة ثم تواصل .. حياة حافلة بالأحداث لكنها خالية من الرجال فانا لن اتزوج إلا عندما احقق ما يفخر به أبنائى.
