الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عفوًا أيها الإرهابى محمد رمضان


ذهبت أنا وأحد الأصدقاء وهو فنان، إلى أحد دور العرض واخترنا فيلم جواب اعتقال، وبعد نهاية الفيلم قررت أن أكتب مقالى هذا .

الفيلم سيناريو وإخراج محمد سامى
بطولة محمد رمضان ، دينا الشربينى ،أحمد راتب ، سيد رجب ، صبرى فواز ، إياد نصار ، أحمد جمال ، محمد الدسوقى ، محمد عادل

فى بداية الفيلم أخذنى فكرة الإرهابى متحجر الوجه خالد الدجوى الذى جسد دوره الفنان محمد رمضان ، وأعجبت جدا بدور الشيخ مصطفى الذى جسده صبرى فواز فهو أتقن اللهجة القروية مع خفة الدم فى كلامه جعلنى أعطيه نجمة التميز على أدائه فهو من الممثلين المتميزين يحب ان يتقمص الشخصية ويلبس ثوبها .

لوهله تذكرت وانا أستمتع بأداء الفنان أحمد راتب أنه توفى فترحمت عليه وتأثرت بأداءه فهو الأب المغلوب على أمره وتأثرت بعينه التى تتكلم وهى صامته وتمتلئ بالدموع الأب الذى يخاف إبن أخوه خالد ، الله رحمة الله على هذا الفنان الخلوق ، فقد الفن أحد الفنانيين المجتهدين دوما المخلصين للمهنه والمحترفين .

دينا الشربينى فى بداية الدور تعصبت من أدائها الزائد "الاوفر" فى العصبية وفى الصوت العالى و"الزعيق" فتحمل الدور أكثر مما يحتمل ، ولكن سرعان ما تداركت الموقف وتحولت إلى الزوجة الهادئة التى تعمل ضد إبن عمها وزوجها ، التى تزوجته للإنتقام أو لشدة كرهها له ، توقعت أنها ستحب خالد بعد عشرته وهو الذى يتمنى لها الرضا وجاء السيناريو بعكس ما توقعت ، فظلت على كرهها لذلك الإرهابى .

الفنان محمد رمضان أو خالد الدجوى قائد الجناح العسكرى للجماعة ، الشاب صغير السن الهادئ الملامح والحركات لا يهتم بالجماعه بقدر إهتمامه بالمال ، العاشق لإبنة عمه ، جاء أداء رمضان كما توقعت بل أكثر مما توقعت ، ولكن الذى صدمنى من رمضان بعد الصورة الذهنية التى رُسمت عند جمهوره لحبه وولهه على جيش بلده وشرطتها وفكرة الدولة الآمنه أن يخرج لنا بفيلم يجعلنى وغيرى نتعاطف مع الإرهابى خالد الدجوى القاتل التى لطخت يده بدماء جنودنا البواسل ..
كيف يا رمضان تخطئ مثل هذا الخطأ ؟
سيقول أحدكم : لانه ضحية ظروفه !
وسأرد : وهل الفيلم صنع لمواجهة الإرهاب أم لتعاطفنا مع ظروف الإرهابيين الشخصية
صدمنى رمضان بهذا الفيلم برغم بداية الثقة التى زرعها بيننا وبينه فى الفترة الأخيرة ، وسأعترف ... بالفعل انا تعاطفت مع خالد الدجوى وهذا ما أغضبنى من الفيلم هذا ليس تحامل على شخص رمضان بل على العكس تماما هو حزن لانه المجند محمد رمضان فرقة الصاعقة بالجيش المصرى "مصنع الرجال"
كان اولى أن يكون خالد الدجوى ضابط بالجيش المصرى عنده اسره وله مولود عمره ٦ شهور وقُتل أثناء إشتباكه مع الإرهابيين فى العريش هكذا توقعت من رمضان .

جاء مكياج رمضان أسوأ مكياج فظهرت جروحه عند العين كانه "مكركروم" جاف مقشر تحت أشعة الشمس ارى ان فنانين الماكيير اصبحوا مبدعين فأرى جروح كأنها قطع سكين غائر تبهرنى من شدة الإتقان ، فكانت هذه من الأشياء التى إنتقدتها فى الفيلم .
هناك تفاصيل صغيره كان يجب الإهتمام بها ، فعين المشاهد اليوم غير عين مشاهد أمس ، حتى النقد السينمائى تغيرت آلياته ومفرداته ، فارجو من كُتاب السيناريو الإهتمام بالتفاصيل فجمهور اليوم يحب الفكرة المتكاملة .

الجماهير بطبعها تحب النقد من أول المذيع وملابسه وطريقة كلامه مرورا بمفرداته ثم الإنتقال للضيف سواء ضيف سياسى او فنى ، فلا تستخفوا بعقول المشاهد .

كاتب السيناريو هو نفسه المخرج محمد سامى ، وهو مخرج متميز أثبت نفسه فى كثير من الأعمال ، كنت أتمنى أن يكتب مشاهد الأكشن بإحترافية ، أما فكرة البطل الذى يغلب الكثرة ، فهو يرجعنا لافلام الثمانينات والتسعينات ل "سلفستر ستالون" الذى يحارب جيش بمفرده .
فجاء مشهد الهجوم فى لبنان أكثر من الخيال خالد بمفرده غلب أكثر من ١٥ فرد مسلح ويمكن اكثر ، هاجموه وهو أعزل وعلى غفله ليترك زوجته ويخرج متسللا ، ويُخرج بندقيته من تحت المنزل الخشبى ويخرج ويهاجم الجميع ويقتلهم جميعا إلا واحد إستطاع الهروب بسيارته فقرر البطل ان يجرى ويلاحقه فى اتجاه معاكس ليفاجئه على قارعة الطريق أمامه ويصوب طلقاته عليه فيقتله وتنحرف السيارة نحو الجبل وينتصر خالد الدجوى على جماعته التى انقلبت عليه قبل ان ينقلب عليها .
المشهد النهائى مشهد كنت أتمناه أكثر إقناعًا بعد أن صوب رجال الشرطة على خالد من مسافه قريبة، وهو فوق أحد الأسطح وهم وراءه يتم إصابته ، يرفع خالد البندقيه بعد إصابته من الخلف لتخرج تحت قلبه وبكل عزيمة ، يصوب خالد بالليزر ليصيب الشيخ مصطفى بين عينيه ، وهو بين رجاله ، كل ذلك والشرطة خلفه تنتظره يرفع يده ويصوب ويقتل ... ثم تأتى الكاميرا على خالد قتيلا بعد تصويب الشرطه الطلقة الثانية له .. مشهد ضعيف فى تصنيفه المنطقى وكما ذكرت من قبل لا يجب ان نتعاطف مع إرهابى
فهذا أمن دولة وأرواح أبرياء تقتل بسبب إرهابيين أرفض التعاطف معهم .
وليغضب من يغضب من الاصدقاء فالمجاملة لن تكون على حساب أمن بلد وشهدائها .



المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط