الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فجر الجرود وفجر الجيش اللبناني


بدأ الجيش اللبناني عمليته العسكرية في المناطق الجردية المتاخمة للحدود السورية، لتطهيرها من رجس عصابات تنظيم داعش الإرهابي المتحصن بها منذ فترة، وأطلق إشارة البدء قائد الجيش، وأعلن أنها تحت اسم "فجر الجرود" بإشارة من القيادة، الى أن المنطقة مقبلة على فجر جديد بعيدا عن الإجرام والتطرف.

الجميع كان بانتظار هذه المعركة التي تأخرت وتم تأخيرها من قبل بعض الزمر الحاكمة في لبنان، والتي وضعت مصالحها السياسية والتكتيكية قبل مصلحة لبنان، وتحديدا الكلام هنا عما حصل في منطقة عرسال والمسرحية الهزلية التي ادت الى اخراج مسلحي جبهة النصرة ودخول تنظيم حزب الله اللبناني الى المنطقة بموجب اتفاق ايراني - قطري مسبق، مع تفاصيل أقل ما يمكن القول عنها إنها كارثية، خصوصا المفاوضات مع الإرهابيين وإطلاق سراح موقوفين من السجون اللبنانية مقابل عناصر مسلحة تابعة لحزب الله وقعت أو أوقعت نفسها في الأسر وملايين الدولارات التي دفعت تحت بند مصاريف نقل العائلات والمسلحين الى مناطق اخرى.

مع التذكير أنه كان من المفترض أن تبدأ عملية الجيش اللبناني منذ مدة وتحديدا تزامنا مع زيارة رئيس الوزراء الشيخ سعد الحريري إلى واشنطن، للتأكيد على دور الجيش اللبناني بمحاربة الإرهاب، ومحاولة إعادة المساعدات العسكرية الأميركية التي يحتاجها الجيش في حروبه القادمة وتحصينا للحدود، إلا أن حسابات فريق إيران دفعته إلى التعجيل بمسرحية عرسال في محاولة للظهور بمحاربي الإرهاب ومحاولة إيقاف المساعدات الأميركية لتحل مكانها المساعدات الإيرانية التي تحاول إيران منذ سنوات إدخال أسلحتها الى المؤسسة العسكرية وإحكام طوقها على لبنان والمنطقة.

معركة "فجر الجرود" لن تكون سهلة، ولن تنتهي بأيام قليلة كغيرها من المعارك - المسرحية، فالمنطقة التي ينتشر فيها تنظيم داعش تمتد لحوالي 200 كلم تقريبا، في منطقة جبلية جرداء صخرية صعبة الانتقال والتنقل، مع وجود أسرى الجيش اللبناني فيها والذين قد يتم استعمالهم كورقة ضغط مع تقدم العمليات، وظهير الجيش اللبناني هنا هو الشعب اللبناني المتواجد في القرى المتاخمة لمنطقة العمليات المهددين فعليا من داعش ظوال السنوات الماضية.

وتبقى مسالة حساسة ينبغي الحديث عنها هنا، الا وهي التنسيق مع الجيش السوري، حيث تفرض طبيعة المعركة هذا التنسيق، خصوصا وأن المنطقة محاصرة ولا مفر للإرهابيين على الإطلاق، فما هو نوع هذا التنسيق وما هو حجمه فتكشفه الأيام المقبلة.

وللحديث تتمة..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط