الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رامز عباس يكتب: صورتان ملتقطتان في عام الإعاقة 2018

صدى البلد

يبشر البعض من الأشخاص ذوي الإعاقة كما تسميهم الاتفاقية الدولية الخاصة بهم، وذوي الاحتياجات الخاصة كما نطلق عليهم بمصر ووسائل إعلامها، بعضهم بأحلام خيالية داخل عقولهم فقط وأنها سوف يعلن عن تنفيذها في مؤتمر انطلاقة عام الإعاقة 2018، والذي يسبقه فعليا شهر ديسمبر المليء بفعاليات يوم المعاق العالمي
والتي تنجح دائما في تحصيل التبرعات وتأجيل خطط تحسين واقع ذوي أنفسهم.

يتوقع هذا البعض وهم متصدرون بالفعل للمشهد العام لمجال الإعاقة، أن تلك الأحلام ليست بحاجة سوى لمؤتمر أو مؤتمرين كبيرين بتكلفة باهظة يحضر فيهما رئيس الدولة والوزراء والمسئولون بمواقع عديدة ليعلنوا انطلاقة عام الإعاقة 2018 وسط مشهد إعلامي كثيف يركز على المؤتمر باعتباره حدث العام الجديد.

وفيما يأخذ هؤلاء اللقطة بجوار رئيس الدولة بالبذلات والوضع الاجتماعي الذي يأخذونه من مراكز أهاليهم والمؤسسات التي افتتحوها وتصدرهم للمشهد العام، تتسابق عشرات وسائل الإعلام لاستضافتهم والشركات تصبح حريصة جدا على التبرع للظهور بلقطة مع من ظهروا بلقطة الرئيس، وأصبح هناك بيزنس تحالفات واتحادات ومشروعات لتحسين صورة ووضع المعاق تحت عبارة "طبقا لتوجيهات السيد الرئيس" ولكنها علي الورق وتلك هي الصورة الأولى والتقاطها كان يحتاج لصفة واحدة فقط هي النفاااااااق.

أما الصورة التي لن تذهب ليراها الرئيس والحكومة المصرية سواء كان المنع رسميا أو جاء بإيعاز من نجوم الصورة الأولى، فحقيقتها أنها مؤلمة جدا والتقاطها يؤلم النفس الإنسانية وهي تتحدث عن هؤلاء الأشخاص الذين حرموا من التعليم بسبب لوائح ظالمة قررتها وزارة التربية والتعليم عن جهل بظروفهم ووزارة التعليم العالي عن جهل بقدراتهم.

وهؤلاء الذين أذيعت لهم مقاطع فيديو الفترة الماضية وظهروا فيها يعانون من الزحف عالشواطئ لمجرد أنهم يرغبون في الوصول للمصايف والحصول على الحق ف الترفيه.

وهؤلاء الذين يغلق في وجوههم يوميا باب التوظيف في القطاعات الخاصة (رغم أن القانون يعفيهم ضريبيا لو وظفوا ذوي الإعاقة) والتعيينات الحكومية.

أما الأدهى، فهو أن هناك مجموعات لم تتعين حتى الآن وسوف يسرحونها طبقا لقانون الخدمة المدنية الذي يطبقونه بالمخالفة رغم عملهم لأربع سنوات فأكثر، وهؤلاء الذين يعانون في الحصول على خدمة طبية محترمة ويحاربون يوميا لأجل الأطراف التعويضية رغم كونها سيئة التصنيع في مصر، وهؤلاء الذين لم تتحمل الصورة لفقرها الشديد بفعل فاعل ولغياب العدالة في التوزيع أن يظهر بها نجوم الصورة الأولى في محاولة استغلال معتادة مثل كل عام.

فلمثل هؤلاء البسطاء نطالب بأن يكون عام الإعاقة واقعا شديد التحسن لأحوالهم وحياتهم، فهل يصل صوتهم عبر مقالي.. أتمنى.