الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

"الملابس المحزقة" منتهى أمل الإخوان لاستعادة الشعبية الزائفة


" المحزق " أصبح منتهى أمل جماعة الإخوان المتأسلمين لإستعادة شعبيتها الزائفة . عنوان ، لم أجد أفضل منه لوصف الحملة التي تشنها حاليا جماعة الإخوان الإرهابية في بعض الأحياء الشعبية و العشوائيات بعنوان " إسترجل و ما تلبسش بناتك محزق".

والشيء المثير للإشمئزاز ،أن زعماء الجماعة ، لم يجدوا سوى جسد المرأة المصرية و السخرية من رجولة الرجال المصريين في محاولة يائسة لإستعادة شعبيتهم الهشة التي كشف الشعب المصري عن زيفها للعالم عندما نزل بالملايين في الشوارع و الميادين في ثورة 30 يونيو ليطيح بهم بلا رجعة من حكم مصر.

وتنفيذا لهذه الفكرة الجهنمية من وجهة نظر الجماعة الإرهابية ، بدأ أتباع الإخوان حملة جديدة في بعض الأحياء الشعبية و العشوائيات القيام بتثبيت لافتات في شوارع هذه الأحياء ،تطالب الرجال المصريين بالإسترجال بمنع بناتهم من إرتداء ملابس محزقة كما تكشف الصورة العليا.

وتعكس هذه التفاهة وجهين قبيحين للجماعة الأولى هي سخريتهم من رجولة المصريين و الثانية هي مدى تتفيه، و تسطيح ، و تبسيط ، الجماعة الإرهابية لمشاكل هذه الأحياء و حصرها في جسد المرأة.
 
والغريب في الأمر أن الجماعة الإرهابية تتاجر بجسد المرأة المصرية في وقت تشارك فيه هذه المرأة في تحمل عبء الإنفاق على بعض المنازل في هذه الأحياء بل و تتحمل بمفردها في بعض الحالات المسئولية الكاملة في الإنفاق على البيت و الأولاد.

والسؤال هو لماذا تركز الجماعة على جسم المرأة و تترك أخطر مشكلة تواجه الأحياء الشعبية على وجه الخصوص وهي المخدرات ؟

فالمخدرات تباع أمام أعين الجماعة في بعض هذه الأحياء دون أن يحرك أحد من أتباعها ساكنا. بل الأخطر من ذلك، أن بعض أعضاء الجماعة يقومون بالعمل "كنضورجية" بإبلاغ تجار المخدرات بقدوم حملات شرطة مكافحة المخدرات.

وعندما تسأل الإخواني كيف تسمح بالحشيش وهو مخدر وانت تدعي التدين ، فيكون رده ، الحشيش لم يذكر في القرآن ثم يواصل السخرية قائلا باللغة العامية قائلا " لو كان الحشيش حلال فاحنا بنشربه و لو كان حرام نبقى بنحرقه".

والغريب في الأمر أن الإخوان يهتمون بالأمور التافهة و يتجاهلون كفاح المرأة المصرية ، فكثير من من المصريات المكافحات يتحملن الإنفاق على بيوتهن في وقت " بيكبر فيه بعض الرجال دماغهم " بالزواج من أخرى على سبيل المثال من دون الإهتمام بالزوجة الأولى و أولادها.

وأين الإخوان من بعض الرجال الذين يجبرون زوجاتهم على العمل و العودة لهم بعرق جبينهن لينفق هؤلاء الرجال ما جلبت زوجاتهم على شرب الشيشة و لعب الطاولة و الكيف . و عندما تسأل هذه المرأة المكافحة لماذا تتحملين كل هذه المعاناة دون الإنفصال عن هذا الرجل الفاشل ، يكون الرد " ظل راجل و لا ظل حيطة" . و عندما تستوضح منها ما معنى هذا المثل سترد عليك بالعامية " لو بقيت من غير راجل حتى لو كان عاطل فلن يرحمني ولاد الحرام و سأكون أنا و بناتي فريسة لكل من هب و دب".

ولا أجدر من الرد على حملة الإخوان على المرأة المصرية المكافحة من صورتين للمرأة المصرية تفصل بينهما 50 عاما تقريبا ، الصورة الأولى تعود لسنة 1964 في حين يعود تاريخ الثانية لسنة 2017.

فالصورة الثانية تظهر طالبات الجامعات المصرية في 2017 ، و هن محجبات ، يمثلن نموذج المرأة المصرية التي تتحمل اليوم في كثير من الأحيان عبء الإنفاق على المنزل منفردة ، عندما "يكبر الرجل دماغه " . أما الصورة الثانية فتعود للستينيات من القرن الماضي عندما كانت فيها الطالبة المصرية غير محجبة تتسلح بوطنية و حب كبير لمصر جعلها تتحمل الحصار الإقتصادي الأمريكي لتساهم جنبا الى جنب مع الرجل في بناء السد العالي ، علاوة على ما كانت تتمتع به من مكانة علمية و ثقافية جعلتها عنصر تأثير مهم على عقول و أفكار مختلف شعوب العالم العربي.

وأخيرا يقول المثل الفرنسى " l habit ne fait pas le moine " أي أن طريقة الملبس لا تصنع رجل الدين ذا الأخلاق الحميدة و نحن نقول للإخوان أن المرأة المصرية تتمتع بالأخلاق الحميدة سواء كانت محجبة أو غير محجبة، و عليكم البحث عن وسيلة أخرى لتحقيق الشعبية غير جسم المرأة المصرية . لأن التذرع بملابس المرأة و جسدها يؤكد أنكم تقصرون الدين الإسلامي العظيم في جسم المرأة و تتجاهلون اهم ما طالب به الإسلام و هو العلم . فأول ما أنزله الله على رسوله الكريم في القرآن كان طلب العلم، في سورة العلق، التي يقول فيها المولى عز و جل " إقرأ باسم ربك الذي خلق" . فإين أنتم من الآباء الذين يحرمون بناتهم من التعليم في مخالفة صريحة لقول الله تعالى إقرأ.

والإجابة هي كيف لكم تدعون للعلم و هاجس المرأة يشغل كل تفكيركم الشهواني الضيق، و لذلك لم نسمع طوال تاريخكم الذي قارب المائة عام أن خرج منكم عالم إخترع أو إكتشف شيئا أفاد به البشرية ، أو صنع دواء استخدم في علاج المرضى ، فأنتم عالة على البشرية فابتعدوا عن المرأة المصرية كي لا تصب غضبها عليكم من جديد خاصة و أن لكم تجربة قاسية مع غضبها في ثورة 30 يونيو.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط