الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«لماذات» لبنانية


يصل المتابع للأوضاع السياسية لمنطقة أو بلد ما، إلى مرحلة يجد نفسه فيها مددقًا محدقًا بواقع هبط أو انكشف بفعل اللعبة السياسية أو بواسطة لاعبين سياسيين أساسيين، وربما متابعو الشأن اللبناني يعلمون تمامًا ماهية هذه الحالة وتشعباتها، خصوصًا أن لبنان من الدول التي تتشابك فيها السياسة الدولية والإقليمية، وتتشابك معها أعمال أجهزة المخابرات التي وإن اتسم عملها بالتخفي والتستر، إلا أن واقع وجودها مكشوف نسبيا أقله على مستوى الأزمات الأساسية.

ومن هنا، فإن أفضل وسيلة لفهم واستعراض أوضاع بلد مثل لبنان، هي طرح مجموعة من التساؤلات أو الـ"لماذات"، والتي بعد طرحها قد تشكل سلسلة من النقاط توصل إلى النقطة الرئيسية أو نقطة الوصول إلى فهم الحقيقة أو على الأقل جزء منها.

ومن هذه الـ"لماذات" الكثيرة المطروحة في هذه الفترة، لماذا أصر تنظيم حزب الله على إطلاق معركة جرود عرسال ضد جبهة النصرة في الوقت الذي كان فيه رئيس الحكومة سعد الحريري في واشنطن؟ ولماذا أصر الحزب نفسه على التشويش على معركة الجيش اللبناني في منطقة الجرود، ولماذا إصرار زعيمه وقنصل الحرس الثوري الاياني في لبنان حسن نصر الله في خطابه الأخير على التلميح بدور أساسي لحزبه في معركة الجرود ودور أساسي آخر في "داتا" المعلومات المتعلقة بالعسكريين اللبنانيين المعتقلين لدى داعش.

ومن الـ"لماذات" الكثيرة أيضا، أين أصبحت المواقع العسكرية التي كان يسيطر عليها الحزب الشيوعي اللبناني في منطقة القاع بدعم من حزب الله؟ ولماذا تشتعل الاشتباكات بين الفصائل الفلسطينية المسلحة بمخيم عين الحلوة في كل مرة تقوم الأجهزة اللبنانية بعملية أمنية وعلى رأسها الجيش؟ وأيضا لماذا تم الكشف خلال المعركة عن أبراج المراقبة البريطانية الموجودة على الحدود اللبنانية والتأكيد على دورها الأساسي في مسار المعركة ضد داعش، ولماذا ركزت هذه الأبراج ومن يديرها؟

أما الـ"لماذا" الأهم، فهي أين يتبخر الدواعش بعد كل معركة يتم خوضها ضد هذا التنظيم، فالمعروف أن من يقتل ليسوا إلا العناصر العادية، أما ما يسمى الأمراء وقادة الصف الأول واللاعبين الأساسيين فيختفون بقدرة القادر، وأيضا لماذا إخفاء مصادر الدعم اللوجستي للجيش فيما يتعلق بالذخيرة المطلوبة، فتسليح الجيش اللبناني، خاصة الأسلحة التي يستعين بها في معركة الجرود، هي أسلحة سوفياتية (الدبابات t54، والمضادات) وذخائرها متوفرة ولكن في دول معينة وتم فعلا تقدمة ذخائر بكميات كبيرة وتم التعتيم على خبرها، ولماذا التعتيم على الزيارات المكوكية لبعض السياسيين اللبنانيين إلى روسيا، ولماذا التعتيم على ما يخص مشروع التسليح والدعم اللوجستي الروسي للجيش.

قائمة الـ"لماذات" لا تنتهي، إلا أنه وبالإجابة عنها قد نحصل على صورة شبه متكاملة عما يجري على أرض الواقع، من تحركات سياسية ترسم خطوط المرحلة الحالية والمقبلة في آن واحد.

وللحديث تتمة...
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط