الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تركيا وإيران.. تحالف المصالح


كانت زيارة اللواء محمد باقري رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية إلى أنقرة في الأيام القليلة الماضية تعلن عن ترتيبات لتعاون عسكري مشترك قادم بين البلدين، وعلي الرغم من عدم الكشف عن تفاصيل تلك الزيارات إلا أن الأيام الماضية ستكشف عن تحالف تركي إيراني لمواجهة التغيرات الإقليمية في جوار البلدين، وهذا أمر لم تعرفه البلدين خلال القرن الماضي والمسألة كلها تدور حول التنسيق المشترك في سوريا والعراق وإقليم كردستان، تلك المناطق شاهدة علي زيادة النفوذ الإيراني بل وتحقيق انتصارات علي الأرض ضد التنظيمات الإرهابية في سوريا والعراق وهو أمر يعد بالمقاييس الاستراتيجية تفوقا إيرانيا علي معظم القوي الإقليمية في الدول السابقة.

هذا التمدد الإيراني له دلالات استراتيجية حيث أصبحت إيران في العمق السوري وليس من المستبعد تواجد كتائب حزب الله هناك، وبعد تلك الزيارة بأيام قليلة تم الإعلان عن زيارة أردوغان لإيران إضافة إلي بعض التصريحات التي أظهرت بدء التعاون العسكري بين البلدين لمواجهة التنظيمات الإرهابية وكذلك حزب العمال الكردستاني، ولمواجهة ذلك بادرت حكومتا البلدين بدعم بناء جدار أمني علي الحدود المشتركة مع سوريا والقصد هنا إيران لضمان الأمن الداخلي لكلا البلدين، كل ذلك تم علي الرغم من تباين المواقف بين البلدين إزاء الأزمة السورية حتي وصلت العلاقات بين البلدين إلي التوتر وكذلك التنافر الشديد في المسائل العقائدية بحسب تعتبر إيران قبلة الشيعة في العالم وتركيا ذات الأغلبية السنية.

وقد أعلنت تلك الزيارات عن إزالة التوتر بين البلدين وبداية صفحة جديدة من التعاون يعني تفهم الجانبين للأطماع الإسرائيلية وكذلك خطط التقسيم الغربية، وقد عبرت المراكز الاستراتيجية الإسرائيلية عن تخوفها الصريح من هذا التحالف الذي يمنح إيران حرية التمدد والحركة في دول جوار إسرائيل، وهذا يمثل في حد ذاته تهديدا لأمن إسرائيل.

وقد يكون هذا التحالف مجرد بداية لتوازنات استراتيجية أخري داخل محيطنا الإقليمي، إضافة إلي أن هذا التحالف يؤكد قاعدة ثابتة في العلاقات الدولية منذ سنوات طويلة "لا صداقات دائمة ولا عداوات قائمة وإنما دائما تبقي لغة المصالح هي الحاكمة في العلاقات بين الدول".
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط