الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الشجاعة قبل التراجع


لم أنزعج من اعترافات وزير التعليم الدكتور طارق شوقى بأن مجموع الثانوية العامة سيكون متوسط تقديرات السنوات الثلاث.

ولا يهمنى ما قاله بأن الدراسة تأخرت لأن استعدادات بدء العام الدراسى لم تكتمل وكأنه فوجئ بالموعد.

ولم أفاجأ بتصريحه بأن المدرسين نصفهم حرامية والنصف الثانى (بيشاور عقله)، رغم كل ما أكنه من احترام وتقدير للمدرسين والمربين الأفاضل الذين هم قدوة المجتمع ولهم ندين بكل ما تعلمناه وما وصلنا اليه في حياتنا.

لكنه تعبيره ورؤيته التي ربما استوحاها من مظاهر الفساد التي نشاهدها يوميا متغلغلة فى كل قطاعات الدولة، لكن المزعج الخطير والمحبط أن الوزير تراجع عن هذا التصريح فى اليوم التالى وهو التصريح المسجل الذي جاء فى حديثه الى عمرو الخياط رئيس تحرير الأخبار ورفعت فياض الخبير ومحرر التعليم المخضرم.

وسر انزعاجى أن يأتى هذا التراجع ممن كنا نتخيل أنه رأس الحربة فى إصلاح المنظومة التعليمية وهو الرجل الذى شاهدناه يصول ويجول بقوة وبصراحة وبوضوح وعلقنا عليه الآمال فى استعادة المدرسة لدورها كمكان محبب للتلميذ والكشف عن مواهبه وليس مكانا لعقد صفقات الدروس الخصوصية والاعتراف بها وتحصيل رسوم تصاريح وضرائب .. كنت أتمني لو واجه الوزير المجتمع بالأدلة وبالشجاعة التى هى الخطوة الاولى لأى إصلاح وبدلا من النفي ، يقدم خطته لمواجهة الفساد والفاسدين عملا بقول المتنبي:
الرّأيُ قَبلَ شَجاعةِ الشّجْعانِ
هُوَ أوّلٌ وَهيَ المَحَلُّ الثّاني
فإذا همَا اجْتَمَعَا لنَفْسٍ حُرّةٍ
بلغت من العلياء كل مكان

فهل يتقدم الوزير ببلاغ للرقابة الإدارية لضبط الفاسدين وتطهير الوزارة ؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط