الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إيران والسودان .. المصالح وحدها لا تكفي


عند الحديث عن المصالح في العلاقات الدولية فنحن نتحدث عن المحرك الرئيسي في تلك العلاقات بين الدول وفي مختلف المجالات ، تلك المصالح هي من تحرك دولة ناحية أخري لتدعيم الروابط بينهما وخلق مزايا نسبية في المحيط الإقليمي والدولي.

تتعدد المصالح بين الدول فمنها السياسي والاقتصادي والعسكري وصولا إلي الجوانب الثقافية والدينية والاجتماعية، تلك المصالح تحرك سياسات الدول لتعظيم مكانتها والحصول علي منافع قد تكون لطرف علي حساب آخر.

وعند الحديث عن العلاقات الإيرانية السودانية فنحن هنا نتحدث عن حديث المصالح الذي لم ينقطع يوما بين البلدين علي واقع التقارب الفكري والأرضية المشتركة وخاصة الأبعاد الدينية التي ينطلق منها النظام الإيراني نحو أفريقيا عامة والسوداني علي وجه الخصوص ، وقد صدرت إيران نموذج الثورة الإيرانية إلي السودان ومعظم دول القارة وتستطيع دونما عناء أن تكتشف ذلك عند الحضور للقارة أو في السودان من خلال ظاهرة العمائم السوداء وتمدد الإعجاب بالنموذج الشيعي بين الشباب في السودان وغيرها من دول القارة.

وانطلقت العلاقات بين البلدين بتفوق إيراني وحاجة سودانية إلي الوجود الإيراني والمساعدات الإيرانية نظرا لعزلة النظام السوداني في المحيط الإقليمي والدولي علي أثر رعاية النظام للإرهاب في حقبة التسعينات مما أدي إلي عزوف دول الخليج عن السودان لفترات طويلة وكذلك توتر العلاقات مع مصر إبان تلك الحقبة واستمرار تلك الحالة لفترات طويلة ، وتبحث إيران في علاقاتها مع دول القارة والسودان عن تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية وعسكرية ، وقد كان التوجه ناحية السودان خاصة لجعلها قاعدة لتنطلق منها نحو أفريقيا والدول العربية ، ويمثل ذلك نقطة ضغط علي دول الخليج خاصة إضافة إلي الوصول إلي البحر الأحمر والموانئ الأفريقية لتعظيم التبادل التجاري والنشاطات الاقتصادية في العمق الأفريقي.

وساعدت إيران علي تدعيم أركان النظام السوداني بالمساعدات العسكرية والاقتصادية كما فعلت ذلك لبعض الحركات المسلحة في غرب أفريقيا وشرقها ، وكذلك وقفت إيران أمام عملية تقسيم السودان لأنها تعلم أن ذلك سيعظم من التواجد الاسرائيلي والأمريكي في منطقة تحظي بأهمية استراتيجية خاصة تمكن تلك الدول من الحصول علي النفوذ والثروة في تلك المنطقة والاضرار بالمصالح الإيرانية.

وعلي الرغم من التحالف عبر سنوات طويلة إلا أن هذا التحالف انهار بفعل الضغوط الخليجية علي السودان التي فضلت التوجه العربي علي التوجهات الدينية التي يتسلح بها النظام منذ انقلاب 1989 وشاركت السودان في عاصفة الحزم تحت لواء السعودية وبعد ذلك أعلنت قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران في يناير 2016 وهذا يدل علي براجماتية النظام السوداني في توجهاته الخارجية ، وإلي حديث آخر...
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط