الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نظرية كي ميرتون لخراب بيتك بإيدك "بإذن الله"


الموضوع كله بيتلخص في نظرية اسمها ..نبوءة ذاتية التحقق

لا دي مش تعويذة ده قانون كوني كده زي قانون نيوتن و الجاذبية لو دورت عليه في الويكيبيديا حيطلعلك الكلام ده :

نبوءة ذاتية التحقق: نبوءة تحقيق الذات هي التوقع الذي يجعل من نفسه صحيحًا بشكل مباشر أو غير مباشر، بشروط التوقع أو النبوءة ذاتها، نظرا لردود الفعل الإيجابية بين المعتقد والسلوك. تأثيرات في سلوك التأكيد، حيث يكون السلوك متأثرًا بالتوقعات، وهو ما يجعل تلك التوقعات صحيحة في نهاية المطاف.

يعني ايه بقي الكلام الجميل المجعلص ده ؟ أنا حقولك ..

علي سبيل المثال .. لما تيجي واحدة تعتقد أن جوازها حيفشل بسبب اعتقاد راسخ عندها أن الرجالة ملهمش أمان و مينفعش تثق فيهم فبيأثر علي ردود افعالها و سلوكها في تتبع جوزها والشك فيه و ملاحقته يؤدي إلى اااااايه يا فوزيه ؟ حيوصلك لردة فعل الزوج هيحاول في الأول تأكيد إخلاصه ورغم أن ده حيديها جرعة من الراحة المؤقتة إلا أن الاعتقاد الراسخ بان الرجالة غير جديرين بالثقة سيطفو على السطح مجددًا الاعتقاد ده وحترجع بـسلوك التتبع بشدة و بشكل أكبر لا يكفي معاها مجرد الطمأنة من قبل الزوج بل يتطلب جهدًا أكبر لإثبات إخلاصه.. و بكده تتكرر الحلقة المفرغة أكتر من مرة لحد ما توصل لمرحلة تدب فيها الخلافات لدرجة لا يمكن إصلاحها و ينتهي الزواج بالفشل. و تظن المرأة هنا أنها كانت محقة منذ البداية.

و لكن الحقيقة أن سلوكها المرتبط بنبوءتها هو اللي وصل لتحقق النبوءة.

فهمتي يا فوزية ؟ لأ ..طيب بصي مثال تاني

لما بيكون فيه اشاعات إن مفيش بضاعة في السوق و إنتي داخلة علي رمضان (نبوءة) ايييه اللي بيحصل ؟
بتخشي السوبرماركت كأنه يوم الحشر و تلاقي الناس بتشتري بـأكبر كمية ممكنة و ده بـيؤدي بالنتيجة إلى نفادها من السوق بجد.

فخمتوا ؟

طيب ايه أصل النبؤة دي و مين فكر فيها ولا اخترعها ولا ايه دليل إنها بجد ؟

دي نظرية وضعها عالم الاجتماع كي ميرتون عام 1949، تشير إلي الطريقة التي يتأثر بها السلوك الاجتماعي بالتوقعات التي تكون لدي الأفراد والجماعات بعضهم بعض.

يعني اطلع اشاعة ان البنك الفلاني حيتعرض للافلاس - كل الناس تسحب فلوسها البنك يفلس فعلا

اشاعة ان سهم شركة كذا حيتضاعف سعره فيتسابق الناس لشرائه فيتضاعف سعره فعلا
اشاعة مصحوبة بحرب نفسية ان كل الناس حتنتخب المرشح الفلاني و انه صاحب الفرص الاعلى و حينجح باكتساح فيستسلم المنافسون و ييأس الناخب من البحث عن غيره فيفوز فعلا.
رغم ان استطلاعات الرأي الاولى كانت كاذبة و مضللة..

و لكن تحقق النبوءة نفسها بنفسها ليس لانها كانت صحيحة و لكن لان الناس تعاملوا معها على انها صحيحة
يعني احنا لو صدقنا أي حاجة بتحصل ؟ آه و المصيبة بقي إن دايما بنصدق الوحش ..عشان الوحش مريح آه والله مريح .. عارفين إن حنتوجع بس بنفكر إن لو فرحنا أو تفاءلنا لا قدر الله ممكن نتعشم و ميحصلش فبنختار نصدق الوحش و بناخدها من قصيرها.

في كتاب كارل ساجان "رومانسية العلم" بـيحكي المؤلف عن حلم شاف فيه جنازة لأحد أقاربه، صحي و دقات قلبه بتدق بسرعة و بخوف وعَرَق بـيغطي نص وشه ، وكله قناعة بأن قريبه ده مات.. ومع أن قريبه مماتش حتى بعد عشرين سنة من تاريخ الحلم ، خاف يكلمه يسأل عليه عشان ميتأكدش انه مات .. خشية أن يكون اتصاله ده «نبوءة تحقق ذاتها» أو ما يسميه العلم «Self-fulfilling prophecy».

النبوءة المحققة لذاتها

اللي هي عبارة عن «توقُّعٍ ما، يُسهِم نشرُه في تحقُّقِه بالواقع».

مثال كارل ساجان، هو خاف أن يتصل بقريبه ده عشان اتصاله ميكنش سبب في تحقق النبوءة، مثلًا قد يستيقظ قريبه ده على رنّة هاتف ساجان مفزوعًا فيتوقف قلبُه، أو ربما يشتبك مع سلك الهاتف فيسقط ويتسبب في موته، فهذا هو ما قصده بأن تكون نبوءته قد حققت ذاتها.

السؤال اللي بسأله لنفسي ليه محدش سمع عن النظرية دي ؟ أو ليه هي مش معروفة .. دورت في الكتب و لقيت الحدوتة العجيبة دي اللي بثتبت أن من قديم الأزل هي موجودة و لو دورت ممكن تلاقي حواديت كتيير حقيقية عنها.

نبوءة أوديب وأحمد شوقي

أوديب مسرحية كتبها سوفوكليس، تبدأ بأن كاهنًا لأحد الملوك تنبأ له بأنه إذا أنجبَتْ زوجة الملك ولدًا فسيقتل عندما يكبر أبوه، ولأن زوجة الملك أنجبت ابنًا سمته «أوديب»، والملك كان يُصدِّق كلام العرَّافِين المخابيل، فقد كبَّل قدمَيْ ابنه الرضيع، وقدَّمه لراعٍ ليلقيه في أحد الجبال. الراعي كان عطوفًا، أعطاه هدية إلى ملك وملكة مدينة كورينث، وبعد أن شبَّ الطفل، عرف حقيقة أبويه، وعرف مضمون النبوءة.. وحين حاول الهرب قُدِّر له أن يلقى أباه في طيبة، وتشاجرا، مما دفع أوديب إلى أن يقتل أباه، وبالتالي فقد حقق أوديب النبوءة دون قصد منه.من القصص المشتهرة لقيتها في رواية «مثل إيكاروس» لأحمد خالد توفيق) أن عرافًا قال لأمير الشعراء أحمد شوقي إنه يتنبأ له بكتابة قصيدة يكون مطلعها «رمضان ولَّى هاتها يا ساقي»، وينتهي الأمر بأحمد شوقي بأن يكتبها بالفعل، ويتساءل الراوي الذي نقل الحكاية: هل السبب في كتابتها النبوءة، أم أن النبوءة حققت ذاتها عندما ألقى العراف في ذهن شوقي هذه الفكرة، بمعنى آخر هل كانت النبوءة ستحدث لو لم يعرفها شوقي؟!

وختامها مسك .. النظرية دي عندنا في الدين بتتلخص في الأحاديث القدسية دي وآيات من القرآن و الإنجيل عشان ميبقاش ليكوا حجة.

" أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي ، إِنْ ظَنَّ خَيْرًا فَلَهُ ، وَإِنْ ظَنَّ شَرًّا فَلَهُ"
(حديث قدسي)

"الظَّانِّينَ بِاللهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا‏‏"
‏ ‏[‏الفتح‏:‏5‏]‏ القرآن الكريم

"إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُؤْمِنَ. كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ"
مرقس 9: 23

"لِيَكُنْ لَكُمْ إِيمَانٌ بِاللهِ لأَنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ قَالَ لِهذَا الْجَبَلِ: انْتَقِلْ وَانْطَرِحْ فِي الْبَحْرِ وَلاَ يَشُكُّ فِي قَلْبِهِ، بَلْ يُؤْمِنُ أَنَّ مَا يَقُولُهُ يَكُونُ، فَمَهْمَا قَالَ يَكُونُ لَهُ.
يوحنا 1: 12
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط